ليس سرًا أن المواطنين يحتاجون إلى معلومات عن حكومتهم من أجل محاسبة المسؤولين. واليوم تساهم تكنولوجيا المعلومات في تمكين عدد أكبر منّا عبر العالم من القيام بذلك تمامًا. وهذه الأمثلة ما هي سوى البداية:

1- وضع كاميرات في الغرفة

الوزير كيري يتحدث أمام كاميرات مراسلي الأخبار حول الاتفاق النووي الإيراني (C-SPAN)

تبث الشبكة التلفزيونية والإذاعية الكابلية C-SPAN بصورة مباشرة وقائع جلسات الكونغرس والاجتماعات الحكومية الأخرى. بحلول العام 2013، أصبح هناك 47 مليون أميركيًا يشاهدونها أسبوعيًا وكانوا أكثر احتمالاً للتواصل مع مسؤوليهم والمساهمة أو العمل في حملة سياسية.

2- منح المخبرين حيزًا آمنًا

يمكن أن يتعرض المخبرون للاستهداف بسبب التحدث ضد الفساد (State Dept./Doug Thompson)

أين يمكن للمواطنين الإبلاغ عن سوء تصرّف الحكومة بدون خوف من الانتقام؟ في ليبيريا، تزوّد الهواتف النقالة والرسائل النصية جوابًا على هذا السؤال. هناك خط ساخن جديد مجهول الهوية للرسائل النصية يجري اختباره حاليًا ويتيح لليبيريين رصد سوء سلوك رجال الشرطة والإبلاغ عنها. تعهدت الشرطة بمتابعة الشكاوى والتحقيق فيها والاستجابة إليها.

في الولايات المتحدة، تحمي قوانين المبلغين عن الفساد الموظفين الذين ينبّهون الناس حول النشاط الحكومي غير القانوني أو غير المناسب.

3- تقفي أثر المال

الرشوة هي شكل شائع من أشكال الفساد (Kiwiev/Wikimedia Commons)

تقول الأمم المتحدة إن 1000 بليون دولار تُدفع رشاوى في كل عام. وهذا الفساد يمكن أن يقلّص اقتصاد دولة بنسبة تصل إلى 17 بالمئة! كيف يمكن للناس محاربة ذلك؟ برنامج للهواتف الذكية يسمى “افتح سجلات المحاسبة” (Open the Books) يهدف إلى وضع “كل سنت من الإنفاق الحكومي في الولايات المتحدة- على جميع المستويات- على شبكة الإنترنت، في الوقت الحقيقي،” بما في ذلك رواتب المسؤولين. سرعان ما اكتشف مستخدمو البرنامج- ونشروا- كيف أن راتب أمين صندوق محلي لمنطقة مدارس في إلينوي قفز بصورة غامضة من 163 ألف دولار إلى 295 ألف دولار في سنة واحدة. والآن يقضي أمين الصندوق حكمًا بالسجن لمدة تسع سنوات.

4- طلب الاطلاع على الوثائق الحكومية

السجلات الحكومية تثبت أو تدحض ما يقوله المسؤولون الحكوميون (© AP Images)

بإمكان المواطنين محاسبة الحكومة بدون استخدام الهواتف الذكية وغيرها من التكنولوجيات الجديدة. أحيانًا أفضل أسلوب يكون ببساطة جعل المسؤولين يكشفون عما فعلوه. تفرض العديد من الدول الكشف الدوري عن الوثائق الحكومية. ويسمح قانون حرية المعلومات الأميركي (FOIA) لأي شخص تقريبًا– لا يتحتم عليك أن تكون مواطنًا أميركيًا– بتقديم التماس إلى حوالى 100 وكالة حكومية للإفراج عن السجلات المطبوعة أو الإلكترونية. خلال السنوات الأخيرة، تلقت تلك الوكالات أكثر من 700 ألف طلب للحصول على وثائق.

تعمل الولايات المتحدة ومعها أكثر من 70 دولة أخرى، لتعزيز الشفافية ومكافحة الفساد من خلال شراكة الحكم المنفتح. تأكد من أن بلدك مشارك في هذه الحملة العالمية.

الأمر متروك لك

تقّدم منظمة الشفافية الدولية مجموعة أدوات لمكافحة الفساد لمساعدتك على إبقاء حكومتك خاضعة للمساءلة. إذا صادفت أمرًا مثيرًا للشكوك، فهل تتبادله على مدوّنة، أو تكتب رسالة إلى صحيفة محلية أو تجد وسيلة مبتكرة أكثر لرفع مستوى الوعي؟