أهو أمر مثير للاشمئزاز أم شيء عظيم؟ مرحاض يحوّل البول البشري إلى سماد للزهور؟
توصّل الباحثون من جامعة ميتشيغان إلى ابتكار مرحاض يفصل السوائل عن النفايات الجامدة ثم يحوّل البول إلى سماد.

قالت كريستا ويغنتون من جامعة ميتشيغان إن المرحاض المصمّم بشكل خاص (إلى اليمين) لا يبدو مختلفًا اختلافًا كبيرًا عما سواه. “لقد حاولنا أن نجعله يبدو طبيعيًا قدر الإمكان.”
وأضافت ويغنتون أن الأسمدة، في نهاية المطاف، سوف تخصب الحدائق النباتية في الجامعة.
ويعمل الباحثون بجامعة ميتشيغان في هذا المشروع مع الزملاء في معهد ريتش إيرث ومقره ولاية فيرمونت وجامعة ولاية نيويورك في بافالو. ويقول الباحثون إن استخلاص الأسمدة من البول الغني بالعناصر الغذائية يمكن أن يوفّر المال ويحدّ من التلوث.
وهؤلاء الباحثون ليسوا وحدهم من يعملون على تطوير المراحيض، والسبب بسيط: فهناك أكثر من بليوني ونصف البليون شخص في العالم ممن يفتقرون إلى حمامات آمنة ونظيفة.
لا يوجد ماء؟ ليس هناك مشكلة.
هل يمكن لمرحاض متطور بشكل غير مسبوق لا يستخدم المياه أن يلغي الحاجة لأعمال السباكة؟ شخص واحد يعتقد ذلك هو بيل غيتس، المؤسّس المشارك لشركة مايكروسوفت والأمين العام القائم بالوصاية في مؤسّسة بيل وميليندا غيتس، أكبر مؤسّسة خيرية خاصة في العالم.
أطلقت المؤسّسة مشروع “تحدي إعادة اختراع المرحاض” في العام 2011. وهناك عدة مشاريع جارية، بما في ذلك المرحاض ذو المرشح المتناهي الصغر في جامعة كرانفيلد في المملكة المتحدة.
ويهدف هذا المشروع إلى معالجة النفايات البشرية في الموقع ذاته دون استعمال طاقة خارجية أو مياه، ولا يكلّف المستخدمين أكثر من خمسة سنتات في اليوم الواحد.
The #nanomembrane #toilet on the @CranfieldUni stand at #NSLive pic.twitter.com/fMmkTDilAS
— Alison Parker (@AlisonP_WASH) September 23, 2016
هذا المرحاض الخاص لا يزال قيد التطوير، ومن المتوقع إجراء التجربة الميدانية الأولى عليه في هذا العام. ويقول الباحثون إن هذا المرحاض يمكن أن يكون مرفقًا عظيمًا في المناطق الحضرية ذات الكثافة السكانية حيث الافتقار إلى المرافق الصحية يمثل مشكلة.
النفايات الفضائية
ومن ناحيتها، تتطلع وكالة الفضاء الأميركية ناسا إلى رفع مستوى التكنولوجيا المستخدمة في المراحيض الموجودة على متن مركباتها الفضائية، من أجل إعداد وتجهيز البعثات الفضائية في المستقبل.
وعلى وجه الخصوص، احتاجت وكالة ناسا إلى المساعدة في معرفة كيف يمكن لروّاد الفضاء أن يظلوا ستة أيام دون مرحاض أثناء وجودهم في الفضاء. لذلك أطلقت مسابقة “تحدي التخلص من الفضلات في الفضاء“، وهي مسابقة للتصميم على الإنترنت، للاستغناء عن استعمال الحفاضات الشديدة الامتصاص التي تُستخدم حاليًا باعتبارها الوسيلة المستخدمة كملاذ أخير لروّاد الفضاء.

ويقوم المصمّمون بالعمل على إجراء تعديلات على بدلة الفضاء التي يستخدمها روّاد الفضاء في ناسا. وحاليًا، فإن وكالة ناسا بصدد إصدار الحكم لاختيار أحد الحلول المقترحة. وسيحصل الفائز على جائزة بقيمة 30 ألف دولار.