أفلام القراصنة مسلية، لكن قرصنة الأفلام مؤذية

تمثال من الشمع لجوني ديب كما ظهر في شخصية جاك سبارو في فيلم قراصنة الكاريبي في متحف مدام توسو في لندن. (© Ferdaus Shamim/WireImage/Getty Images)

عندما عُرض في آب/أغسطس من العام 2014، للمرة الأولى الفيلم الشهير المعروف باسم ذي إكسبندابلز 3 (The Expendables 3)- وهو الجزء الثالث من سلسلة الأفلام التي عُرضت بالعربية باسم المرتزقة- كان قد شاهده بالفعل ملايين الأشخاص بصورة غير مشروعة.

ووفقًا لما ذكرته مجلة فوربس، فقد تم تسريب فيلم الإثارة الذي يمثل فيه دور البطولة سيلفستر ستالون وأرنولد شوارتزنيغر، إلى القراصنة قبل عرضه رسميًا بثلاثة أسابيع، مما أدى إلى مشاهدته بصورة غير قانونية 70 مليون مرة، وخسرت الشركات المنتجة جراء ذلك 100 مليون دولار من العائدات.

لقد بات الآن الناس يشاهدون الأفلام على الأجهزة الخاصة بهم أكثر من ذي قبل، بما في ذلك أجهزة الكمبيوتر المحمولة، والهواتف الذكية، واسطوانات وحدات التحكم في الألعاب. والكثير من هؤلاء المشاهدين يخالفون القانون بمشاهدة نسخة مُقرصنة من الأفلام التي قاموا بتحميلها على أجهزتهم من شبكة الإنترنت، منتهكين بذلك قوانين الملكية الفكرية وحقوق التأليف والنشر.

وقال دين ماركس، رئيس حماية المحتوى العالمي في جمعية الفيلم الأميركي، “رغم النمو الهائل المتزايد في جعل الأفلام والبرامج التلفزيونية متاحة على شبكة الإنترنت خلال السنوات الماضية، إلا أن أعمال الفنانين والمبدعين لا تزال تتعرض للقرصنة والسرقة. ففي السنة المنصرمة تم تنزيل وتحميل ما يُقدر بنحو 981 مليون فيلم تلفزيوني مقرصن في الولايات المتحدة وحدها.”

Giant King Kong statue at movie venue (© VCG/VCG via Getty Images)
تمثال العملاق كينغ كونغ يروج لفيلم سكال آيلاند أو جزيرة الجمجمة: في غوانغتشو، بالصين. (© VCG/VCG via Getty Images)

إن قرصنة الأفلام لا تؤذي فقط الأثرياء من أصحاب استوديوهات الإنتاج السينمائي، ولكن الخسائر التي تتسبب فيها القرصنة تؤثر أيضًا وبنفس القدر سلبًا على الأشخاص العاديين مثل عمال النجارة والكهرباء وغيرهم من الحرفيين الذين يعملون في قطاع صناعة الترفيه. وتؤثر أيضًا على اقتصادات البلدان التي تُنتج فيها الأفلام.

كما يمكن أن تؤثر قرصنة الأفلام عليك أنت أيضًا، حتى ولو كنت لا تقوم بتنزيل وتحميل نسخ من الأفلام بصورة غير قانونية على الجهاز الخاص بك.

إن لم تكن اقتنعت بالفكرة بعد، نرجوك أن تفكر في الأمور التالية:

  • إن عملية تحميل وتنزيل المواد التي تنتهك حقوق الطبع والنشر بشكل غير قانوني تستحوذ على نسبة 23.8 بالمئة من النطاق الترددي المستخدم في أميركا الشمالية وأوروبا ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ. فإذا ما كنت تعاني من بطء الاتصال بالإنترنت، يمكن أن يكون السبب وراء ذلك هو المشاركة والتبادل غير المشروع للملفات الإلكترونية.
  • وحتى لو كنت لا تقوم بتحميل الأفلام بشكل غير قانوني، فلعلك تعرف شخصًا ما– وتحصل على رسالة بالبريد الإلكتروني وصورة من أشخاص يفعلون ذلك. واستنادًا إلى تقارير تحالف المواطنين الرقمي (تحالف من المواطنين والمشروعات التجارية وخبراء الإنترنت للتوعية بالتهديدات المحتملة على الإنترنت)، فإن احتمال أن تصاب أجهزة كمبيوتر المستهلكين ببرمجيات خبيثة (وهي عبارة عن برامج يتم تصميمها بغية إعطاب أجهزة الكمبيوتر) يزيد بواقع 28 مرة عن طريق المواقع التي تتيح تنزيل وتحميل المحتوى بصورة غير مشروعة؛ الأمر الذي من شأنه أن يزيد من فرص وقوع الكمبيوتر الخاص بك ضحية للبرامج الضارة التي يمكن أن يتم استخدامها لسرقة الهوية.
  • وتفيد جمعية الفيلم الأميركي أن قطاع صناعة الأفلام السينمائية والبرامج التلفزيونية يوفر مليوني وظيفة في أميركا وحدها. وتجني الشركات المحلية التي تدعم هذه الصناعة مبلغ 43 بلیون دولار سنويا. والكلام نفسه ينطبق على صناعة السينما في الدول الأخرى. إن مثل هذه الأرقام التي تعني أن انخفاض عدد الأفلام المنتجة بسبب القرصنة، فإن الآثار الاقتصادية الناجمة عن ذلك سوف تشعر بها سائر بلدان العالم التي يجري فيها إنتاج وصناعة الأفلام.

وتعمل حكومة الرئيس ترامب على حماية الملكية الفكرية الأميركية. وقد أصدر الرئيس ترامب فى 14 آب/أغسطس توجيهاته إلى المسؤولين الأميركيين لبحث ما إذا كان يتعين إجراء تحقيق بشأن ممارسة الصين “سياسات غير معقولة أو تمييزية” قد تلحق الضرر بحقوق الملكية الفكرية الأميركية أو بالابتكار والتطور التكنولوجي في الولايات المتحدة الأميركية.

وطبقا لوزارة الأمن الداخلي الأميركية فإن الصين، بما فيها هونغ كونغ، مسؤولة عن 88 فى المئة من البضائع المقلدة المضبوطة التى تدخل إلى الولايات المتحدة، حسبما ذكر البيت الأبيض فى بيان حقائق.

نُشرت نسخة من هذا المقال في 27 نيسان/أبريل 2017.