لطالما كانت الموسيقى أداة فعّالة لزيادة الوعي والحث على اتخاذ إجراءات سريعة حيال قضايا مهمة؛ والاحتباس الحراري من بين تلك القضايا.
استمع إلى هذه المؤلفات الموسيقية الثلاثة الحديثة التي تضع ألحانًا موسيقية لقضايا المحيطات وتغيّر المناخ:
“رثاء المنطقة القطبية الشمالية”
https://www.youtube.com/watch?v=2DLnhdnSUVs
مشهد مسرحي لحفل موسيقي: بيانو كبير عائم بين قطع الجليد الطافي على سطح المياه. يمكن سماع صوت قطع من جبل واهلنبرغبرين الجليدي في سفالبارد، النرويج، تسقط في البحر وراء الملحن وعازف البيانو الإيطالي الشهير لودوفيكو إينودي خلال عزفه للمرة الأولى مقطوعة “رثاء المنطقة القطبية الشمالية.”
ألّف إينودي، واضع موسيقى عشرات الألحان للسينما والتلفزيون، المقطوعة للفت الانتباه إلى جليد القطب الشمالي، الذي يذوب بسرعة أكبر من أي مكان آخر على سطح هذا الكوكب. قال إينودي في بيان أصدرته منظمة غرين بيس، المجموعة المدافعة عن البيئة التي أنتجت الفيديو، “من الضروري أن نفهم مدى أهمية القطب الشمالي، وأن نوقف عملية تدميره وأن نحميه”.
“فرق موسيقية كوكبية، وعالم ترتفع حرارته”
قام طلاب في جامعة مينيسوتا بتحويل قائمة بقياس درجات الحرارة لمدة 135 عامًا إلى موسيقى تعبّر عن المناخ تُعزف على أربع آلات وترية.
قال الطالب دانيال كراوفورد، ملحن مقطوعة “فِرَقْ موسيقية كوكبية، عالم ترتفع حرارته، “إن الموسيقى… تساعد في سد الفجوة بين المنطق والعاطفة”.
وإليك كيف يُستخدم ذلك في المقطوعة الموسيقية: تمثل كل آلة جزءًا محددًا من نصف الكرة الشمالي. يمثل التشيلو، على سبيل المثال، درجة حرارة المنطقة الاستوائية. ويعكس ارتفاع وانخفاض النغمات متوسط درجة الحرارة السنوية في تلك المنطقة. لذا فإن النغمة المنخفضة على التشيلو تعني أن المنطقة الاستوائية كانت باردة في تلك السنة. والنغمات الأعلى على الكمان تعني طقسًا حارًا يمتد عبر القطب الشمالي. وقال كراوفورد، “بذلك يمكنك سماع مدى ارتفاع درجات الحرارة، ومعرفة الأماكن التي ارتفعت فيها درجات الحرارة بنسبة أكبر”.
وتابع كراوفورد، “إننا نحاول إضافة أداة أخرى إلى الأدوات المستخدمة- وسيلة أخرى لإيصال هذه الأفكار إلى الناس يمكنهم من خلالها الحصول على معلومات أكثر مما يحصلون عليها من الخرائط أو الرسوم البيانية أو الأرقام وحدها.
“كن أنت المحيط”
أطلق أحد النقاد على هذه الموسيقى “أروع تصور لنهاية العالم في تاريخ الموسيقي.”
مقطوعة “كن أنت المحيط للملحن المقيم في ألاسكا جون لوثر آدامز” فازت بجائزة بوليتزر للموسيقى في العام 2014 وفاز في السنة التالية بجائزة غرامي لأفضل قطعة موسيقية كلاسيكية معاصرة.
وصفت لجنة تحكيم جوائز بوليتزر هذه القطعة بأنها “وسواس أوركسترالي يطاردك” يصور ارتفاع الأمواج دون هوادة، مما يستحضر الأفكار حول ذوبان الجليد القطبي وارتفاع مستويات البحر.” (جزء من المقطوعة مدته دقيقتان في الفيديو أعلاه).
نجحت هذه القطعة في اجتذاب الاهتمام العالمي. كانت المفاجأة عندما اتصلت زميلة فائزة بجائزة غرامي هي نجمة البوب تايلور سويفت التي انبهرت بهذه الموسيقى لدرجة أنها تبرعت بمبلغ 50 ألف دولار إلى أوركسترا سياتل السيمفونية، التي عزفت المقطوعة الموسيقية لأول مرة.