منذ مئة عام، أعلنت الثورة البلشفية في روسيا تأسيس أول دولة شيوعية في العالم. ثم تبع ذلك تأسيس عدة دول شيوعية أخرى تعامل البشر كأدوات تسعى من خلالهم إلى تشكيل مجتمعات خيالية غارقة في المثالية وكأنها “المدينة الفاضلة”. وخلال هذه العملية، لقي أكثر من 100 مليون إنسان من الأبرياء حتفهم على مر السنين. قررت الولايات المتحدة أن يكون إحياء الذكرى السنوية للثورة الشيوعية الأصلية بإعلانها اليوم الوطني لضحايا الشيوعية في هذا الشهر.
قال الرئيس ترامب في بيان، “إننا نتذكر أولئك الذين لقوا حتفهم وجميع الذين لا يزالون يعانون في ظل الشيوعية. ففي ذكراهم … تؤكد أمتنا مجددًا عزمها الراسخ على نشر نور الحرية لجميع الذين يتوقون إلى مستقبل أكثر إشراقا وحرية.”
في تشرين الثاني/نوفمبر 1917، قام البلاشفة، وهم فصيل يمثل أقلية بقيادة فلاديمير لينين، بعزل الحكومة الأكثر اعتدالا التي أنهت قرونا من الحكم الإمبراطوري الروسي عن طريق الإطاحة بالقيصر الروسي نيكولاس الثاني. وفي العام 1922، بعد اندلاع حرب أهلية، أنشأ البلاشفة دولة جديدة، باسم اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفييتية.

ومنذ بداية تأسيس الاتحاد السوفييتي الجديد، نفذت الشرطة السرية حملة إعدام جماعي ضد المعارضة في سعيها إلى القضاء على الاستقلال وتخليص المجتمع من مختلف الطبقات. واستمرت عمليات القتل في ظل حكم جوزيف ستالين، الذي جاء بعد لينين لقيادة الاتحاد السوفييتي. وقام بإعدام مئات الآلاف من أصحاب المزارع وتأميم ممتلكاتهم لإنشاء مزارع تديرها الدولة. ولقي الملايين من المواطنين حتفهم خلال المجاعة التي دبرها ستالين لإخضاع الشعب.
وقامت شرطة ستالين السرية بقتل المواطنين واغتيال منافسيه المحتملين من السياسيين، ما أدى إلى قتل أكثر من 600 ألف شخص. كما قام ستالين بترحيل أو حبس ملايين آخرين في معسكرات العمل القسري المعروفة باسم غولاغ.
انتشار الشيوعية
بعد الثورة البلشفية، تأسس المزيد من الأنظمة الشيوعية في كل من الصين وكمبوديا وكوبا ولاوس وكوريا الشمالية وفيتنام. كما اضطرت العديد من الدول الأوروبية التي تحررت من الحكم النازي على يد الجيش الأحمر في الحرب العالمية الثانية إلى تبني نظام شيوعي.
وعلى مدى القرن الماضي، عانى مواطنو الدول الشيوعية من عمليات الترحيل الجماعي، ومعسكرات العمل القسري، وإرهاب الدولة البوليسية، والتجويع، إذ كبّلت تلك الأنظمة الحريات وقمعت الاختيارات الفردية.

وقال ترامب في البيان الذي أعلن فيه يوم 7 تشرين الثاني/نوفمبر اليوم الوطني لضحايا الشيوعية، “إن هذه الحركات، في ظل الادعاء الكاذب بالتحرر، سلبت بشكل منهجي الأبرياء من حقوقهم التي منحها الله لهم، كالحق في حرية التعبد، وحرية التجمع، وعدد لا يحصى من الحقوق الأخرى التي نعتبرها مقدسة.”
وأضاف “لقد تم إخضاع المواطنين الذين يتوقون إلى الحرية من قِبل الدولة من خلال استخدام القسر والعنف والخوف”.

قامت مؤسسة ذكرى ضحايا الشيوعية (Victims of Communism Memorial Foundation) مؤخرا بعرض وسام الحرية ترومان/ريغان، المسمى باسم الرئيسين الأميركيين السابقين هاري ترومان ورونالد ريغان. وتُمنح الجائزة السنوية تكريمًا للأفراد والمؤسسات التي تعزز وتدعم الحرية والديمقراطية وتواصل مكافحة الشيوعية وغيرها من أشكال الاستبداد والطغيان.
وقال ماريون سميث المدير التنفيذي للمؤسسة، مشيرًا إلى الحاجز الذي كان قائمًا بين الغرب والدول الشيوعية في أوروبا الوسطى والشرقية، “من حسن الحظ، يمكننا أن نحتفل الليلة أيضًا بانهيار الستار الحديدي في العام 1989 وأن مئات الملايين من الناس- شعوبًا بأكملها- قد تحرروا.” وأضاف قائلا “إن الأميركيين وغيرهم في العالم الحر يمكن أن يفخروا بأن بلادنا لعبت دورًا أساسيًا لا غنى عنه في مواجهة واحتواء الإمبريالية الشيوعية ثم دحرها.”
هذا المقال بقلم الكاتبة المستقلة لينور تي أدكنز.