NASA astronaut candidate Jasmin Moghbeli posing for a photo
یاسمین مقبلي، التي فر والداها من الثورة الإيرانية في العام 1979، خاضت مسيرة مهنية مثيرة في الولايات المتحدة كطيار عسكري والآن كرائدة فضاء. (Bill Ingalls/NASA)

منذ فرار أسرتيهما من إيران عند اندلاع الثورة في العام 1979، صعد اثنان من الأميركيين الإيرانيين، من جيل واحد، إلى أعلى السلم المهني، مع احتمال أن تذهب واحدة إلى القمر والآخر يقود حاملة طائرات في الخليج الفارسي.

النقيب في البحرية الأميركية کاوُن حکیمزاده، والرائدة في سلاح مشاة البحرية الأميركية یاسمین مُقبلي اغتنما الفرصة في الولايات المتحدة، حيث يمكن للناس من جميع الخلفيات تحقيق النجاح.

قال حكيمزاده لصحيفة فيرجينيان بايلوت في آب/أغسطس، “من المؤكد أنها شهادة للولايات المتحدة الأميركية على أن شخصًا اسمه كاون حكيمزاده يستطيع” الانتقال من بحار مجند إلى قائد حاملة طائرات.

أعلاه، تغريدة على موقع تويتر نشرتها صحيفة فيرجينيان بايلوت تقول: حاملة الطائرات يو إس إس هاري إس ترومان، ومقر رسوها نورفك بولاية فيرجينيا، متواجدة في منطقة الخليج الفارسي.

في آب/أغسطس، وبينما تستعد السفينة للانتشار، قام المراسل الصحفي بروك فرغاكيس بتقديم نبذة عن حياة قائد السفينة الجديد، النقيب كاون حكيمزاده، الذي فر من إيران وهو طفل.‘

’قائد حاملة الطائرات هذا فرّ من إيران. والآن يستعد للانتشار وسط تصاعد التوتر‘

’النقيب كاون حكيمزاده تولى منصب قائد حاملة الطائرات يو إس إس هاري إس ترومان في تموز/يوليو.‘

تولى حكيمزاده قيادة حاملة الطائرات الأميركية يو إس إس هاري إس ترومان في تموز/يوليو الماضي، وقاد دوريات السفينة في الخليج الفارسي، والذي يُعد واحدًا من أكثر الممرات المائية حيوية في الاقتصاد العالمي.

أما مقبلي، فقد تخرّجت من تدريب وكالة ناسا في 10 كانون الثاني/يناير. وتلتحق رائدة الفضاء الجديدة ببرنامج أرتميس الذي سيُعدّ أول امرأة للهبوط على سطح القمر بحلول العام 2024 ويرسل رواد فضاء إلى المريخ.

أعلاه، تغريدة على موقع تويتر نشرتها یاسمین مقبلي تقول: ’نادرا ما تكون هناك لحظة مملة في هذه الوظيفة! اليوم، كنت أدور في جهاز طرد مركزي. وغدًا سأكون في تدريب مختبر الطفو المحايد للسير في الفضاء. بينما يواجه طيّارو الطائرات النفاثة تجربة معادلة قوى الجاذبية العالية في المقعد، فإن رواد الفضاء يجربونها في صدورهم ما يجعل التنفس أكثر صعوبة.‘

الأميركيون الإيرانيون من بين أكثر مجموعات المهاجرين تعليمًا عاليًا في البلاد. فحوالى 60 بالمئة من الأميركيين الإيرانيين يحصلون على الأقل على درجة جامعية، وفقًا لمكتب الإحصاء الأميركي.

كما أن لديهم أيضًا واحدًا من أعلى معدلات العمل الحر ويقودون منظمات مهنية مكرسة للفنون – وخاصة الموسيقى والأدب – وذلك كرد فعل لقمع النظام الإيراني الصارم للحرية الفنية.

ومن جهته، يوفر الجيش الأميركي وسيلة أخرى للتقدم. على الرغم من أن حكيمزاده وُلد في تكساس، فقد عاش في إيران حتى بلغ من العمر 11 عامًا، عندما أجبرت الثورة الإسلامية في العام 1979 أسرته على الفرار. التحق بالبحرية في العام 1987 ليرد الجميل إلى البلد الذي احتضن عائلته.

Man on bridge of ship speaking into microphone (Mass Communication Specialist 3rd Class Kaysee Lohmann/U.S. Navy)
الرائد كاون حكيمزاده، قائد حاملة الطائرات الأميركية يو إس إس هاري إس ترومان، يساعد على تأمين الممرات المائية الأكثر أهمية للعالم. (Mass Communication Specialist 3rd Class Kaysee Lohmann/U.S. Navy)

والدا یاسمین مقبلي أيضًا فرّا من ثورة إيران. وُلدت مقبلي في ألمانيا قبل انتقال أسرتها إلى الولايات المتحدة. حصلت مقبلي، التي نشأت في بلدوين، نيويورك، على درجات علمية في هندسة الفضاء من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وكلية الدراسات العليا البحرية.

Jasmin Moghbeliis posing in front of aircraft (Robert Markowitz/NASA/Johnson Space Center)
یاسمین مقبلي في قاعدة إلينغتون فيلد ريزيرف في هيوستن، تكساس، في حزيران/يونيو 2017. (Robert Markowitz/NASA/Johnson Space Center)

طارت مقبلي في أكثر من 150 مهمة قتالية وسجّلت آلاف الساعات من الطيران في 25 طائرة مختلفة. لم يكن من المحتمل أن تتحقق مسيرتها المهنية المغامرة هذه في إيران، حيث القيود التي يفرضها النظام تمنع النساء حتى من حضور مباريات كرة القدم العامة.

في حديث أدلت به لوكالة أسوشيتيد برس في كانون الأول/ديسمبر، قالت مقبلي، التي صارت الآن مؤهلة للسفر إلى الفضاء، إنها تأمل أن تلهم تجربتها الفتيات في الولايات المتحدة والخارج على السعي نحو تحقيق أحلامهن.

قالت، “سيكون أمرًا رائعًا بالنسبة للفتيات في جميع أنحاء البلاد وحول العالم أن يشاهدن امرأة تهبط على سطح القمر لأول مرة.”