أقام الرئيس أوباما أول نصب تذكاري قومي لحقوق المثليين في 24 حزيران/يونيو بإطلاق هذا الاسم على منطقة فندق ستونوول إن الشهيرة في مانهاتن التي انطلقت منها الحركة الحديثة لحقوق المثليين منذ حوالى خمسة عقود.
يغطي النصب التذكاري القومي مساحة تبلغ 3.1 هكتار من حي غرينتش فيليدج، بما في ذلك المطعم، والحديقة الصغيرة المجاورة التي تسمى كريستوفر بارك والشوارع المحيطة به حيث كان ينتشر المتظاهرون بعد مداهمة الشرطة لحانة المثليين هذه في العام 1969. وفي إعلانه عن إقامة النصب، قال الرئيس أوباما في كلمة مسجلة على شريط فيديو، إن النصب التذكاري سوف “يحكي قصة كفاحنا من أجل حقوق المثليين” وحركة الحقوق المدنية التي أصبحت جزءًا من أميركا.
وأضاف “أعتقد أن حدائقنا ومتنزهاتنا القومية يجب أن تعكس القصة الكاملة لبلادنا: الثراء والتنوّع والروح الأميركية الفريدة التي حدّدت هويتنا دائما”. وتابع في كلمته، “إننا أقوى معًا، الكل في واحد”.
وطبقًا لما أعلنه البيت الأبيض، فإن الاحتفال بالنصب التذكاري الجديد ظهر يوم 25 حزيران/يونيو، يشمل عرض فيديو الرئيس أوباما، بالإضافة إلى مقابلات لناشطين في مجال حقوق المثليين ومشاهد للتظاهر الذي حدث في العام 1969 على شاشات الإعلانات في ساحة تايمز سكوير بنيويورك.
تشكل إقامة نصب تذكاري في هذه المنطقة الصغيرة بالنسبة لمناصري حقوق المثليين عملًا كبيرًا في مجال الاعتراف بحقوق المثليين وكفاحهم على المستوى القومي خلال النصف الأخير من القرن الماضي. منذ الهبّة التي حدثت في العام 1969، وضعت الولايات المتحدة قوانين للحماية من التمييز، وسمحت للمثليين والمثليات بالخدمة علنًا في الجيش الأميركي، وفي قرار للمحكمة العليا قبل عام واحد في 26 حزيران/يونيو، شرّعت زواج المثليين على الصعيد القومي.
ويأتي هذا التكريم أيضًا في وقت يحاول فيه مجتمع المثليين التعامل مع التذكير الأخير والمؤلم بالتهديدات المستمرة لسلامتهم. وخلال الإعلان عن إقامة النصب التذكاري، قال البيت الأبيض إن إطلاق النار الجماعي في حانة للمثليين في أورلاندو، بولاية فلوريدا، أظهر أن المثليات والمثليين ومزدوجي الميل الجنسي والمتحوّلين جنسيًا وحاملي صفات الجنسين لا يزالون “يواجهون أعمال العنف والتمييز والكراهية.”
دعا نواب نيويورك منذ وقت طويل إلى إعلان منطقة فندق ستونوول نصبًا تذكاريًا. في العام 2015، جعلته مدينة نيويورك أحد معالم المدينة– وهو الأول الذي يطلق عليه هذا الاسم لسبب رئيسي يتمثل في أهميته بالنسبة لتاريخ المثليين.
قال النائب جيرولد نادلر، الذي كان قد دعا إلى اعتراف الحكومة الفدرالية بالموقع، لقد بدأ موقع “ستونوول أخيرًا يشغل مكانته الصحيحة في التاريخ الأميركي”.
