استضافت مدينة ألكساندريا (الإسكندرية) بولاية فيرجينيا الأميركية مهرجانًا للفنون والحرف اليدوية المغربية خلال الفترة من 26 إلى 30 نيسان/إبريل. وكان المهرجان برعاية مشتركة بين مدينة ألكسندريا الأميركية والمملكة المغربية.
شارك في افتتاح المهرجان ويليام يويل رئيس بلدية مدينة ألكساندريا، وفاطمة مروان وزيرة الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني بالمغرب، وبحضور رشاد بو هلال سفير المغرب لدى الولايات المتحدة.

كان المهرجان فرصة لعرض الثقافة الثرية والحرف اليدوية التقليدية المغربية من خلال المعروضات والموسيقى والغناء والرقصات والأكلات المغربية الشهيرة. وعبّرت المعروضات عن الثقافات والعادات والتقاليد المختلفة التي امتزجت على أرض المغرب على مر العصور باعتباره مفترق طرق عبرت عليه الحضارات الإسلامية والعربية والأوروبية والأمازيغية، وهو ما ميز المغرب بالتنوع الثقافي والتسامح منذ قرون عديدة.
وفي كلمته بمناسبة افتتاح المهرجان، قال رئيس بلدية مدينة ألكسنادريا “إنني أود أن تكون مدينة ألكسندريا قِبلة دائمة للفنون. فلا يمكن أن يكون هناك اكتفاء من الفن على الإطلاق.”
وأوضح رئيس بلدية المدينة أن المهرجان هذه المرة يعتبر مجرّد لمحة تهدف للتعرّف على المغرب و”تذوّق فنونه”، إذ إن عدد المشاركين في معروضاته لم يتعدّ 12 فنانًا وحرفيًا. وأعرب عن أمله في استضافة مهرجان أكبر في الخريف يشارك فيه ما يتراوح بين 30 إلى 40 فنانًا وحرفيًا مغربيًا.
وألمح رئيس بلدية المدينة، الذي سبقت له زيارة عدة مدن مغربية، إلى أن المدينة تدرس حاليًا قيام علاقة أخوة بين مدينة ألكسندريا وإحدى المدن المغربية، مثل تلك القائمة بينها وبين أربع مدن أخرى في كل من: أسكوتلاندا، وأرمينيا، والسويد، وفرنسا.
ومن جهتها، قالت وزيرة الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني بالمغرب، السيدة فاطمة مروان في كلمتها بمناسبة افتتاح المهرجان، إن هذه التظاهرة الكبيرة تشكل “فرصة لتعريف الجمهور الأميركي بالمهارة المغربية العريقة في المجال، وكذا بآخر إبداعات الصناع التقليديين، الذين حافظوا على أصالتهم، مع انفتاحهم على الأذواق المعاصرة واللمسة العصرية.” وأبرزت أن “الأمر يتعلق بأول تجربة ستتلوها بدون شك مبادرات أخرى.”
تربط بين الولايات المتحدة والمغرب علاقة صداقة قديمة جدًا، فقد كان المغرب أول دولة اعترفت بالجمهورية الأميركية الجديدة في 1777 حينما سمحت للسفن الأميركية بالرسو في موانيها. وبعد ذلك التاريخ بعشر سنوات أبرم البلدان معاهدة للصداقة والسلام التي تم تجديدها إلى أجل غير مسمى في العام 1836.
تجمع البلدان اهتمامات مشتركة وهما يتشاوران عن قرب في مجالات متعددة من بينها: الأمن الإقليمي، السعي نحو تحقيق سلام دائم وعادل في منطقة الشرق الأوسط، الازدهار الاقتصادي للبلدين، والتنمية المستدامة، والتحولات السياسية والاقتصادية، وحماية البيئة، ومكافحة الإرهاب.
تساهم الفنون والحرف اليدوية في الاقتصاد المغربي بنسبة تقارب 8% من إجمالي الناتج القومي المحلي، ويعمل فيها حوالى 2.3 مليون شخص، وهذا القطاع يساهم مساهمة كبيرة في توفير فرص العمل التي تستفيد منها العديد من الأسر المغربية في الريف والحضر.
وفي اليوم الختامي لمهرجان الفنون والحرف المغربية، أُعلن عن افتتاح معرض دائم للصناعات المغربية في مدينة أخرى من مدن ولاية فيرجينيا هي مدينة سترلينغ.
