في العديد من المدن يقيم رئيس البلدية في سكن رسمي يعتبر فخمًا من وجهة نظر معظم الناس.
لكن في العاصمة الأميركية واشنطن تقيم رئيسة بلدية المدينة ميوريل بوزار في شقة مكونة من طابقين ملاصقة لمنزل تسكنه أسرة مكونة من أربعة أفراد من دولة كولومبيا.
قالت ربّة الأسرة فلور في حديث لصحيفة واشنطن بوست: “إنه شيء رائع أن تسكن رئيسة البلدية هنا. وهذا لا يمكن أن يحدث أبدا في بوغوتا (عاصمة كولومبيا).”
غالبية رؤساء البلديات في الولايات المتحدة يقطنون بين الناس الذين ينتخبونهم. ومدن قليلة فقط – مثل لوس أنجليس وديترويت ودنفر ونيويورك – هي التي توفر سكنا رسميا لرئيس بلديتها.
وقد انتقلت بوزار إلى منزلها، ومساحته 300 متر مربع، في 2001 وهي سعيدة بالإقامة فيه. وتقول رئيسة البلدية: “إنني أسكن حيا يشبه كثيرا العديد من أحياء واشنطن يقطنه عاملون استثمروا كل ما لديهم في شراء منازلهم.”
ويظل رؤساء بلديات مدن كبرى على اتصال بمجتمعاتهم من خلال الاحتفاظ بمنازلهم الأصلية. فرئيس البلدية الحالي لمدينة ميلوووكي مثلا، توم باريت، لا يزال يقيم في منزل اشتراه في 1999. أما رئيس بلدية بوسطن الراحل طوماس مينينو فقد أقام في بيت صغير في الحيّ نفسه الذي نشأ فيه.
وتعني الإقامة وسط الجيران أن دار رئيس البلدية يمكن أن تصبح مركزا للنشاط السياسي للمواطنين الراغبين في إسماع أصواتهم.
وفي 2011 في مدينة ريتشموند بفيرجينيا سمح جار رئيس البلدية لمتظاهري “حركة الاحتلال” أن يخيموا في حديقة بيته بعد أن طردتهم الشرطة من الأماكن العامة. وفي 2014 بميدنة فورت لودرديل بفلوريدا، احتج المواطنون ضد سياسات محلية خاصة بالمشردين أمام منزل رئيس البلدية.
وبالنسبة لجيران رئيسة بلدية واشنطن بوزار، يقول جارها الكولومبي هوبر: “كل ما أقوله لأفراد الجمهور: لا تطرقوا الباب الخطأ.”