في يوم التخرج، كان أعضاء صف العام 2015 في أكاديمية خفر السواحل الأميركية يعتقدون بأنهم سيتسلمون شهاداتهم ويتبادلون القصص عن أيام دراستهم ثم يذهب كل واحد منهم في سبيله.
وبدلاً من ذلك، تقدّم الرئيس أوباما ليوكلهم بمهمة من الأرجح أنها ستلازمهم طوال حياتهم، إذ قال: “أنتم جزء من الجيل الأول من الضباط الذين سيبدأون خدمتهم في عالم حيث تأثيرات تغيّر المناخ باتت واضحة جدًا علينا.”

تحدث الرئيس أوباما في 20 أيار/مايو أمام ما يزيد عن 200 متخرّج من طلاب خفر السواحل، الذين تلقوا تعليمهم وتدرّبوا كي يصبحوا ضباطًا في قوات خفر السواحل الأميركية.
كانت الرسالة الموجّهة من الرئيس الذي يشغل منصب القائد الأعلى للقوات المسلحة الأميركية: “أضحى الأمن القومي على المحك، أيها الخرّيجون. كونوا على استعداد للاستجابة.”
وقال الرئيس أوباما: “إن ارتفاع مستوى مياه البحار بدأ يبتلع فعليًا الأراضي المنخفضة، من بنغلادش إلى جزر المحيط الهادئ، مما يجبر الناس على ترك منازلهم. كما أن جزر البحر الكاريبي وسواحل أميركا الوسطى باتت أيضًا معرّضة للخطر”. وأضاف الرئيس، “على الصعيد العالمي، يمكننا أن نرى ارتفاعًا في أعداد اللاجئين بسبب تغيّر المناخ. وإنني أضمن لكم، بأن قوات خفر السواحل سيتعين عليها الاستجابة والنجدة.”
ومما قاله الرئيس أوباما، إن تقلص مساحات الجليد في المحيط المتجمد الشمالي سوف يلقي مسؤوليات على عاتق خفر السواحل لحماية المياه على الشاطئ القطبي الأميركي.

وأشار إلى أننا “نشهد ولادة محيط جديد- ممرات بحرية جديدة، وزيادة في الملاحة البحرية، واستكشاف أكثر، والمزيد من التنافس على الموارد الطبيعية الهائلة الموجودة في قاع المحيطات.”
كما أشار الرئيس أوباما إلى أن القوات العسكرية الأميركية كانت قد اتخذت فعليًا خطوات كبيرة لتقييم المخاطر التي سيولدها تغيّر المناخ فيما يتعلق بالجهوزية العملانية للقوات، وفي الوقت نفسه تطوير أنواع وقود أكثر نظافة لتشغيل معداتها ومرافقها.
لقد وجّه الرئيس أوباما هذا النداء إلى الضباط الجدد في خفر السواحل بعد حوالى العامين على تحديده للمرة الأولى للخطوط العريضة لخطة عمل المناخ الأميركية. تشمل العناصر الرئيسية لتلك الاستراتيجية الحد من انبعاثات الكربون المسبّبة لتغيّر المناخ وتبنّي تكنولوجيات طاقة أكثر نظافة.
وفي وقت سابق لانعقاد مؤتمر دولي حول العمل بخصوص تغيّر المناخ في كانون الأول/ديسمبر، قدّمت الولايات المتحدة التزامات صارمة بشأن خفض انبعاثات الغازات المسبّبة للاحتباس الحراري. وقد حقّقت البلاد تقدمًا في تخفيض أثرها الكربوني. وبحلول العام 2013 كانت قد خفضت انبعاثات الغازات المسبّبة للاحتباس الحراري بنسبة 9 بالمئة قياسًا بمستوياتها في العام 2005.