يأتي الطهاة في المطاعم الأميركية من جميع أنحاء العالم. وبعض هؤلاء الطهاة الذين صقلوا مهارات الطهو لديهم في إسرائيل والمكسيك وتونس كانوا من بين الفائزين بجوائز جيمس بيرد للعام 2017 للتميّز في الطبخ الأميركي.
جدير بالذكر أن الولايات المتحدة فيها أكثر من مليون مطعم، ولكن في كل عام، واحد وعشرون منها (أو من الطهاة العاملين فيها) فقط يفوز بإحدى جوائز جيمس بيرد التي يطمح للفوز بها الطهاة والعاملون في هذا المجال، والتي غالبًا ما يُطلق عليها “جوائز الأوسكار لعالم الطبخ والمأكولات”. تعرفوا على بعض الفائزين وعلى الثقافات الغذائية التي أمدتهم بالإلهام.
المكسيك

الفائز بجائزة “المطعم المتميّز” لهذا العام هو مطعم توبولوبامبو في شيكاغو، المتخصّص في المطبخ المكسيكي الحديث. الطاهي الأميركي ريك بايليس، الذي يملك المطعم، عاش أكثر من ست سنوات في المكسيك حيث قام بإجراء دراسات وأبحاث في الطهو.
وقد منحت حكومة المكسيك بايليس نوط نسر أزتيك المكسيكي، وهو أعلى نوط يُمنح للأجانب. كما يقدم بايليس برنامجًا في التلفزيون الأميركي بعنوان المكسيك- طبق واحد في كل مرة.
تعلم هيوغو أورتيغا طبخ الأطعمة والمأكولات المكسيكية حينما كان صبيًا أثناء نشأته في مدينة مكسيكو سيتي. وعندما جاء إلى الولايات المتحدة في العام 1984، بدأ أورتيغا العمل في غسل صحون وتننظيف الموائد قبل أن يشق طريقه ويترقى ليصبح رئيس طهاة. فاز بجائزة جيمس بيرد للعام 2017 لــ “أفضل طاهٍ: بالجنوب الغربي” عن مجموعة المطاعم التي يمتلكها في هيوستن.
هدى أورتيغا جائزته “إلى مدينة هيوستن العظيمة.” وأضاف: “ماذا يمكنني أن أقول؟ أميركا جميلة، وأنا أعيش الحلم.”
إسرائيل
مايكل سولومونوف، الطاهي ومالك مطعم زهاڤ في فيلادلفيا، فاز بجائزة “الطاهي المتميز” عن أطباقه الإسرائيلية الحديثة. سولومونوف، المتحدر أصلًا من منطقة غناي يهودا، جنوب تل أبيب، نشأ في الولايات المتحدة قبل أن يعود إلى إسرائيل عندما كان في الثامنة عشرة من عمره وبدأ مسيرته خبّازًا.
اسم زهاڤ يعني “الذهب” باللغة العبرية. وتصميم المطعم يعكس منظر الساحات والأفنية الخفية في القدس، مع أرضيات وحوائط من الحجر الجيري الذهبي وطاولات مصنوعة يدويًا.
صديق سولومونوف وزميله السابق زاكاري إنغل فاز بجائزة “طاهي العام النجم الصاعد” لعمله رئيس طهاة في مطعم شايا الإسرائيلي في نيو أورلينز. عمل إنغل في المطعم الذي يملكه سولومونوف على مدى ما يقرب من أربع سنوات قبل أن ينتقل إلى نيو أورلينز.
نشأ إنغل في فلوريدا، حيث كان والده حاخامًا. وتعرف على الطعام الإسرائيلي عندما سافر إلى إسرائيل.
وهذه الجائزة تكرم الطهاة الأميركيين المتميزين الذين تقل أعمارهم عن 30 عامًا.
تونس

فازت غايا أوليفيرا بجائزة “طاهي المعجنات المتميز”. لم تكن أول مهنة امتهنتها أوليفيرا ترتبط بالمطبخ، ولكنها كانت متاجرة في الأسهم والأوراق المالية في تونس. وقال عنها الطاهي دانيال بولود الذي يملك مطعم دانيال في مدينة نيويورك، حيث تعمل أوليفيرا طاهية معجنات “غايا، إنها من تونس، لذلك أعتقد أن لديها الإحساس المرهف بنكهة مطبخ الشرق الأوسط.”
شاهدوا الفيديو، أدناه، حيث تصنع أوليفيرا حلواها المميزة، المسماة حلوى الفاكهة المجمدة، والتي تتألف أساسًا من فاكهة الجريب فروت المجمدة. وقال بولود “إنها ليست حلوى تونسية”، لكنه وصف الحلوى بأنها “تشي بنكهة وطنها كذلك.”
وحتى حين يتم تقدير الطهاة والمطاعم الأميركية على الصعيد الدولي، فإن جذورهم والإلهام الذي استمدوه إنما يأتيان من جميع أنحاء العالم.

من هو جيمس بيرد؟
كان جيمس بيرد طاهيًا أميركيًا مبدعًا ومعروفًا، وصاحب مطعم، ومؤلف كتب طبخ، ومرشدًا لأجيال من الطهاة المحترفين. تأسست مؤسسة جيمس بيرد في العام 1986، بعد عام من وفاته، للاحتفال والترويج لثقافة الأغذية والمأكولات في أميركا.
ومنذ إنشائها، أصبحت جوائز جيمس بيرد السنوية التي تمنحها المؤسسة من أهم الجوائز المرموقة الخاصة بمجال الطبخ والمأكولات في أميركا، والتي غالبًا ما تعرف باسم “جوائز الأوسكار لعالم الطبخ والمأكولات.” وتغطي الجوائز جميع جوانب صناعة الطبخ بما في ذلك الطهاة وأصحاب المطاعم ومؤلفو كتب الطبخ والصحفيون المهتمون بشؤون الطعام والطبخ ومصممو ومهندسو ومعماريو المطاعم.
ویتمثل الهدف من جوائز جيمس بيرد في “رعاية وتكريم والاحتفاء بالطهاة وغيرهم من القادة الذين يجعلون ثقافة الطعام في أميركا أكثر جاذبية وتنوعًا واستدامة للجميع.”