حدائق هذا المدرس النيويوركي تغذي عقول تلامذته بالعلم والمعرفة

ستيفن ريتز يتحدث مع طلابه داخل مشتل للخضار (Courtesy of Green Bronx Machine)
ستيفن ريتز يقول إن طلابه يطورون سبلا تتيح لهم أسلوب حياة صحية. (Courtesy of Green Bronx Machine)

قبل سنوات قليلة تعاون المدرس ستيفن ريتز مع طلابه كي يغرسوا حديقة خارج مبنى مدرستهم، ديسكفري الثانوية، في ضاحية برونكس بمدينة نيويورك. ومع قيامه بهذا النشاط بدأت تراوده أفكار جديدة بشأن التدريس.

ها هو يدرس بعضًا من أكثر الطلبة في البلاد حرمانا وتهميشًا. أما تلامذته فكانوا يستمتعون بهذه الدروس أيما استماع. وكان ريتز يعتقد أن أعمال البستنة ربما تنفح في طلابه الحماس اللازم لنهل أنواع أخرى من العلم وحتى فتح آفاق جديدة أمامهم تعينهم على كسب رزقهم

وكما يذكر ريتز حاليا، أنه أصبح على قناعة بأن العمل في الحدائق يمكن أن يحول عقليات الأشخاص ويغير المناظر.”

وقد استغرقت أفكار ريتز بعض الوقت حتى تؤتي ثمارها لكنه في العام 2009، قاد طلابه وهم يقومون بالعمل في الحديقة في اتجاه جديد — البستنة في الداخل. فقاموا بتصميم، وبناء وتشغيل أول جدار حيّ في الداخل — يحتوي لوحات نباتية تغرس عموديا تحت صمامات ثنائية باعثة للضوء والتي تعرف باختصار بأضواء “لِد” LED.

وأنتج ذلك الجدار ثمارا مثل الفاكهة والخضار لمقصف المدرسة. كما أعطى دروسًا في العلوم والرياضيات والتكنولوجيا والتغذية. وأبدى الطلبة حماسًا شديدًا وارتفعت نسبة الحضور من نسبة ضئيلة لا تتجاوز 40 في المئة فقط إلى نسبة محترمة بلغت 90 في المئة.

ومن جانبه بات ريتز يرى أن الحدائق الحضرية والمزارع — علاوة على قيمة التغذية الجلية التي يمكن أن توفرها — تسهم في تنشئة المواطنين. وقال: “إن زراعة الغذاء تخلف انطباعًا في الأذهان.” وأسس ريتز جمعية غير ربحية تدعى آلة برونكس الخضراء لتشجيع الزراعة والبستنة في المدارس ولتدريب الطلبة عبر البلاد على تنمية النباتات واكتساب معارف جديدة من خلالها.

أحد طهاة البيت الأبيض، يحضّر شرائح التاكو المكسيكية مع طلبة في مدرسة فرانكلين بنيويورك. (Courtesy of Green Bronx Machine)
وليم يوسوس، أحد طهاة البيت الأبيض، يحضّر شرائح التاكو المكسيكية مستخدما خضارا زرعت داخل مدرسة مع طلبة في مدرسة فرانكلين بنيويورك. (Courtesy of Green Bronx Machine)

وبالعمل مع شركاء لها أنجزت هذه المنظمة غير الربحية بناء 100 حديقة مدرسية وعدد من الأسطح والجدران الخضراء. وتمكن العديد من الطلبة من الحصول على وظائف بعد إنهائهم الدراسة نتيجة للمهارات التي اكتسبوها. كما شيدوا حدائق في الأحياء وأسطح خضراء وركبوا جدران خضراء وقاموا بمهمات أخرى. وراح كثيرون من أفراد نادي ريتز الزراعي للدراسة في الجامعات.

وفي حين عمل ريتز على تغيير عقلية الطلبة فإنه يسلم بأنه هو نفسه قد تغير أكثر من أي فرد آخر. وكي يلعب دورًا نموذجيا أفضل قام بالتخلص من 100 رطل (حوالي 45 كيلوغراما) من وزنه الزائد.

وحاليا يدرّس ريتز في مدرسة بنجامين فرانكلين الابتدائية في ضاحية برونكس، ويعمل على جمع تبرعات مالية لافتتاح المركز القومي للتنوع الأحيائي والصحة والعافية في مجتمعه. وقال إنه ينوي “بناء برونكس لتصبح المجتمع الأصح في أميركا.”

ريتز هو واحد من المرشحين النهائيين الخمسين في مسابقة العام 2015 للفوز بــ الجائزة العالمية للمعلم التي تبلغ قيمتها مليون دولار والتي تقدم للمعلم المتميز. وكثيرًا ما يشار إليها باسم جائزة نوبل للتعليم، وهي مفتوحة أمام المعلمين في كل مدرسة في كل بلد من بلدان العالم.