ويتبيّن لنا، مرة أخرى، أن أينشتاين كان على حق.
تحقق العلماء من صحة فرضية أخرى لأينشتاين عندما أثبتوا في العام 2016 وجود موجات الجاذبية التي تنبأ بها أينشتاين لأول مرة قبل أكثر من 100 سنة كجزء من نظريته العامة حول النسبية.
لماذا يُعتبر هذا الاكتشاف مهمًا؟ كما أوضح عالم الفيزياء الفلكية جيفري بينيت، فإن النظرية العامة للنسبية التي توصل إليها أنشتاين قد غيّرت طريقة فهمنا لطبيعة المكان والزمان والجاذبية. يؤكد اكتشاف موجات الجاذبية على الإنجاز العظيم لأينشتاين كما سيتيح للعلماء “سبر أغوار بعض الأجرام الأكثر غرابة في الكون، بما في ذلك الثقوب السوداء”، استنادًا إلى ما كتبه بينيت.
وصفت مجلة العلوم (Science) هذا الاكتشاف بأنه أهم اختراق علمي في العام 2016، قائلة إنه “هز الأوساط العلمية في العالم.”
وأفضل طريقة لفهم كيفية عمله هي مشاهدة الفيديو أدناه الذين يظهر كيف يولد جِرمان سماويان يدوران حول بعضهما البعض الموجات. مع اقتراب الجِرمان من بعضهما البعض، تصبح الموجات أكبر. (لا يوجد صوت مع هذا الفيديو.)
أكد علماء الفيزياء في مرصد موجات الجاذبية بقياس التداخل الليزري (مرصد ليغو)، المكون من مرصدين في لويزيانا وواشنطن، أنهم شاهدوا الأمواج الناجمة عن اثنين من الثقوب السوداء خلال اصطدامهما ببعضهما البعض.
ونظرًا لأن موجات الجاذبية تنتقل عبر الكون بطريقة مماثلة لطريقة انتقال الموجات الصوتية عبر الهواء، أنشأ مرصد ليغو محاكاة لما يمكن أن يكون الصوت الصادر عن موجات الجاذبية لو كانت موجات صوتية. استمع إلى صوتها.
ماذا يمكننا أن نفعل بهذا الاكتشاف الجديد؟
العلماء متحمسون لاكتشاف موجات الجاذبية لأنها يمكن أن تفتح مجالًا علميًا جديدًا بالكامل.
يؤكد إثبات وجود الموجات أن الكون يتصرف بالطريقة التي يعتقدها العلماء. هذه هي الخطوة الأولى باتجاه صنع آلات أكثر حساسية التي من شأنها أن تساعد العلماء في نهاية المطاف في معرفة المزيد حول الكواكب والنجوم والثقوب السوداء في الكون.
“هذا الاكتشاف هو بداية عهد جديد”، كما قالت غابرييلا غونزاليس من التعاون العلمي لمرصد ليغو، وهي مجموعة تضم أكثر من 1000 عالم من الجامعات في الولايات المتحدة و 14 دولة أخرى. “إن مجال علم فلك موجات الجاذبية قد أصبح الآن حقيقة واقعة”، استنادًا إلى غونزاليس، أستاذة الفيزياء وعلم الفلك في جامعة ولاية لويزيانا.
انظر الاكتشافات المتنافسة على الاختراقات العلمية للعام 2016.