
يحتفل ملايين الأميركيين بعيد النوروز – رأس السنة الفارسية الجديدة – في 20 آذار/مارس، وهو يوم للتجديد مع اقتراب الربيع. وفي الولايات المتحدة، “لا يكتمل عيد النوروز بدون موسيقى”، كما يقول جلال كيميا، عازف الإيقاع الإيراني المولد والمقيم في واشنطن.
نشأ عيد النوروز في ما كان يعرف قديما ببلاد فارس (إيران اليوم)، كما يجري الاحتفال به أيضًا في تجمعات متنوعة في آسيا الوسطى، وغرب آسيا، وجنوب آسيا، والقوقاز، والبلقان، وحوض البحر الأسود منذ أكثر من 3 آلاف عام. ويتزامن هذا العيد، الذي يعني اسمه “اليوم الجديد” باللغة الفارسية، مع الاعتدال الربيعي، عندما تتحرك الشمس عبر خط الاستواء على الأرض، وتقسم ساعات النهار والليل بالتساوي.
وقد عزف جلال، الذي يعزف على الدف، وهو عبارة عن طبلة إطارية تستخدم في الموسيقى الشعبية والكلاسيكية، مع الفرق التقليدية والشعبية الإيرانية في العديد من فعاليات عيد النوروز. كما يقوم بتدريس وتقديم حلقات نقاش حول الدف أو الطبل.
واليوم، يعزف جلال في فرقة Rumi Daf Ensemble ، التي تكرس على الإيقاعات الديناميكية ودقات نبض وطن الأجداد. ويقول: “الموسيقى هي أداة لتقديم ثقافتنا للعالم.”
ويقول جلال: “كل منطقة في إيران لها أسلوبها الفريد في الموسيقى”. لدى محافظات خراسان وكردستان وجيلان ولورستان إيقاعات غنائية مخصصة لعيد النوروز وحركاتها الموسيقية والراقصة الخاصة بها. شمال غرب إيران، مع عدد كبير من السكان الأكراد، لديها إيقاع يسمى ساكيزي ورقصة خاصة بها.
ويوضح جلال عن العرض الفني القادم الذي سيؤديه في عيد النوروز قائلا: “أود أن أقدم آلتي وثقافتي، ليس فقط لغرض الترويج لها، ولكن لاستخدامها كجسر يربط بين الشعوب”.
موسيقى متفائلة لعيد النوروز
تقول لي لي أفشار، عازفة الغيتار الكلاسيكي الإيرانية المولد وأستاذة موسيقى الغيتار في جامعة ممفيس وهي تخطط أيضًا لتقديم عروض غنائية في الاحتفال بعيد النوروز: “إن الإيرانيين في جميع أنحاء العالم يحبون الموسيقى.” تخرجت أفشار من جامعة ولاية فلوريدا، وهي أول امرأة في العالم تحصل على درجة الدكتوراه في موسيقى الغيتار الكلاسيكي. وهي حاصلة على العديد من التكريمات الدولية وقامت بالتدريس لطلبة الماجستير وعزفت في الحفلات الموسيقية في جميع أنحاء العالم.

وتذكر أفشار أن التدريب الموسيقي للعديد من الإيرانيين، يبدأ مبكرًا، حيث ترسل العائلات أطفالها لدراسة الغيتار أو البيانو أو البُزق (آلة موسيقية تشبه العود). وتماشيًا مع تقاليدهم الموسيقية الراسخة، فإن الإيرانيين يحتفلون بالنوروز على الدوام بالغناء والرقص، على حد قولها.
وتصف أفشار موسيقى النوروز بأنها موسيقى احتفالية مبهجة. وهي تستمتع بالموسيقى منذ طفولتها، مما يذكرها بالأيام التي قضتها في إيران مع عائلتها. وتقول “بالنسبة لي، فإن عزف أغنياتي الفارسية يقربني من تلك الذكريات.”
عندما بدأت مسيرتها الموسيقية، كانت أفشار تعزف الموسيقى الإسبانية في الغالب. ولكن منذ حوالى 20 عامًا، بدأت في إضافة الأغاني الشعبية الفارسية التي أعدتها لتتلاءم مع الغيتار. وقالت إن تلك الأغاني “جميلة وتضفي نضارة” على قائمة عروضها الموسيقية، ويحبها الجمهور كثيرًا.
تخطط أفشار لشيء مختلف لحفل نوروز في 26 آذار/مارس في مركز سيغيرستروم للفنون في كوستا ميسا، كاليفورنيا. سيضم الحفل العديد من الفنانين الإيرانيي المولد، بمن فيهم أفشار، إلى جانب فرقة ’باسيفيك سيمفوني‘. وتقول أفشار “ستكون هذه أول حفلة نوروز أقوم فيها بالعزف المنفرد مع الأوركسترا السيمفونية.” وذكرت أنها ستؤدي كونشيرتو فيفالدي “بسبب طابعه الخفيف والذي يشبه فصل الربيع.” وأضافت “إنني أريد أن يقع كل واحد من الجمهور في حب جمال وسحر الغيتار، وأن يشعر ببهجة ودفء كونشيرتو فيفالدي.”