قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية، كان يبدو من المستبعد أن تتلقى الدولة الشيوعية بزعامة جوزيف ستالين المساعدة من الولايات المتحدة. ولكن في وقت مبكر من العام 1940، سعى الرئيس فرانكلين روزفلت إلى تحسين العلاقات معها، معتبرًا أن ألمانيا بزعامة هتلر كانت تشكل أكبر تهديد للسلام العالمي.

خلال الحرب العالمية الثانية، تكبدت جميع جمهوريات الاتحاد السوفياتي سابقا خسائر بشرية كارثية. تفيد الأرقام الرسمية أن 26.6 مليون مواطن سوفياتي قتلوا، بمن فيهم 8.7 مليون عسكري، وهي أفدح خسارة في الأرواح بين الحلفاء الذين حاربوا دول المحور.

وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة كانت لا تزال رسميًا على الحياد عندما تمت المصادقة على قانون الإعارة والتأجير للعام 1941، وهو القانون الذي أتاح لها بأن تصبح ما أسماه روزفلت “ترسانة الديمقراطية” من خلال إرسال إمدادات عسكرية إلى الذين يقاتلون ألمانيا النازية. أصبح الاتحاد السوفياتي ثاني أكبر متلق للمساعدات الأميركية- إذ أن الكومنولث البريطاني كان يتلقى معظمها- وحصل على ذخائر ومواد أخرى بقيمة 11.3 بليون دولار، بما في ذلك معدات صناعية ومواد خام وملابس ومواد غذائية.

UStoSUWWII_arabic

كان الطريق الأقصر والأكثر أمانًا لإرسال المساعدات ينطلق من ولاية مونتانا الأميركية ويمر عبر غرب كندا إلى ألاسكا، ومن ثم إلى سيبيريا، فموسكو. أصبحت هذه الرحلة التي تمتد مسافة 12,700 كيلومتر (7,900 ميل) تعرف باسم طريق ألاسكا-سيبيريا. ولكنها كانت بحاجة ماسة إلى بنية تحتية لدعم هذا الجهد. وكانت الطريق الثانية تبدأ من ولاية فلوريدا وتتوقف في شمال أفريقيا، ومن ثم إلى العراق، لتنتهي في موسكو. كان هذا الطريق بطول 20,900 كيلومتر (13 ألف ميل).

شيدت الولايات المتحدة سبعة مطارات في وسط ألاسكا بين مدينتي نورثواي ونوم، في حين شيدت كندا ستة مطارات بين مدينتي إدمونتون ووايت هورس. كانت المطارات تشيَّد أو تحسّن كل 160 كيلومتر (100 ميل) أو نحو ذلك- من مدينة إدمونتون عاصمة مقاطعة ألبرتا الكندية الى مدينة فيربانكس في ولاية ألاسكا. كما كانت مربوطة برًا عبر مشروع طريق ألاسكا السريع.

في العام 2006، احتفل مسؤولون أميركيون وروس بذكرى هذا الخط الحيوي للإمدادات وبتعاونهما في زمن الحرب من خلال تدشين النصب التذكاري لقانون الإعارة والتأجير في فيربانكس بولاية ألاسكا. وكجزء من الذكرى السنوية الـ 70 لانتهاء الحرب العالمية الثانية، أعلنت المنظمة التي لا تتوخى الربح المعروفة باسم مؤسسة الطيران برافو 369 (BRAVO 369 Flight Foundation) بأنها ستعيد إحياء مسار الرحلة من مونتانا إلى موسكو مع طيارين أميركيين وروس، وباستخدام طائرات قديمة الصنع.