التدفق الهائل للاجئين الذين وصلوا شواطئ اليونان في 2015 جاء في وقت كانت البلاد تترنح خلاله من مشاكل مالية.
بالنسبة لنادينا كريستوبولو، مؤسسة شبكة ميليسا للنساء المهاجرات في أثينا، فإن قدوم هؤلاء اللاجئين أثار رد فعل مفاجئًا من جانب الشعب اليوناني. وقالت: “تفجّرت اللفتات الإنسانية والتعاطف والحنان” من جانب الصغار والكبار إذ إن الجميع كانوا تواقين للمساعدة.
وقد انضمت كريستوبولو والعديد من أعضاء الشبكة مؤخرًا إلى الدبلوماسية الأميركية إرين باركلي، واسكندر نيغاش وهو رئيس سابق لمكتب إعادة توطين اللاجئين التابع للحكومة الأميركية، للمشاركة في حوار دام 90 دقيقة وتمحور على مسألة الترحيب باللاجئين.
شبكة “ميليسا”، ومعناها باليونانية نحلة، تقدم وجبات وتضع هدايا داخل حقائب الظهر للأطفال اللاجئين وتقدم مساعدات جمّة لأمهاتهم. ومن بين متلقي المساعدات العديد من المهاجرين ممن انتقلوا إلى اليونان قبل سنوات، من أجزاء مختلفة من العالم وازدهروا في موطنهم الجديد. وبالنسبة للاجئين الذين قدموا منذ فترة وجيزة، تقدم شبكة ميليسا إرشادات وصفوف تعليم اللغة وترعى نشاطات اجتماعية وغير ذلك من دعم. وفي نهاية العام الماضي زار وزير الخارجية جون كيري مكتب الشبكة في أثينا ونوّه بما تقوم به للترحيب باللاجئين من النساء ومساعدتهن على المضي قدمًا بحياتهن.
الانتظار لدخول البلاد
لا يزال هناك قرابة 60 ألف لاجئ تقطعت بهم السبل في اليونان وهم من بين 21 مليون لاجئ، و48 مليون نازح ومشرد غيرهم في العالم حاليًا، بحسب بيانات الأمم المتحدة.

وفي العالم قاطبة، وجدت نسبة 80 في المئة من اللاجئين ملاذات لهم في بلدان تواجه مشاكلها الاقتصادية الخاصة.
يقول نيغاش معلقًا على ذلك: “إن ما هو مهم “ليس حجم اقتصادك بل حجم قلبك.”
وقال في حديث من القنصلية العامة للولايات المتحدة ببلفاست في أيرلاندا الشمالية، إن بلدان العالم بحاجة ليس لقبول مزيد من اللاجئين فحسب “بل كذلك “لإعطائهم الحرية كي يصبحوا جزءًا من المجتمع… والاعتراف بهم أناسًا لهم قيمة وليسوا عبئًا.”
واقترح نيغاش نظام إعادة التوطين الأميركي كنموذج. إذ منذ العام 1975 قبلت الولايات المتحدة 3.2 مليون لاجئ فروا من ويلات الحروب وآلام الاضطهاد بمن فيهم لاجئو العام الحالي الذين بلغ عددهم 85 ألفا. ولفترة من الوقت يتلقى اللاجئون مساعدات لدفع الإيجارات وشراء الغذاء لكن ما هو أثمن من ذلك هو “حريتهم باختيار مكان السكن وبتأسيس أعمال وبمواصلة التعلم.”

طبقًا لتحليل أخير أجراه بنك معلومات بواشنطن هو مركز التقدم الأميركي، فإن اللاجئين إلى أميركا ساهموا في “الاقتصاد الأميركي، فاستحضروا النشاط إلى مناطق ذات أعداد سكان متناقصة وأسهموا في توسيع قوة العمل مع سعيهم وشغلهم للوظائف.”
وعلى غرار ذلك، فإن اللاجئين الذين يصلون اليونان يسعون للفرص في أوروبا.
خديجة كاراز مدرسة اللغة الإنجليزية من اللاذقية عاشت في حاوية حُولت إلى مسكن مؤقت في مخيم اللاجئين الرئيسي باليونان، وذلك منذ وصولها مع ابنتها ياسمين في شتاء العام الماضي. وكاراز وهي مشاركة نشطة في شبكة ميليسا، تأمل بإيجاد منزل حقيقي ومستقبل أفضل لابنتها. وبالرغم من مؤهلاتها كمدرسة لغة، فإنها غير متأكدة من أي لغة ينبغي عليها أن تعلّم ابنتها البالغة 8 سنوات.
يوم 20 ايلول/سبتمبر، شارك الرئيس أوباما في استضافة قمة القادة بشأن أزمة اللاجئين بنيويورك لتعزيز عزيمة بلدان العالم على مساعدة أناس مثل كاراز. ومن بين الأهداف التي أرسيت: إدخال مليون طفل لاجئ إضافي إلى المدراس وتأمين الحقوق القانونية في العمل لمليون لاجئ.