تضم منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نسبة من الشباب تزيد على 50% من عدد السكان، وهو ما يقارب ضعف النسبة العالمية للشباب بين سكان الدول. وكان المنطقي أن تستفيد اقتصادات دول المنطقة من طاقات ومواهب أولئك الشباب، لكن الواقع يقول إن نسبة البطالة في المنطقة تصل إلى حوالى 25%، وتتجاوز 60% بين بعض فئات الشباب. وأهم عامل أدى إلى ذلك هو عدم وجود توافق بين نظم التعليم واحتياجات سوق العمل.

في الولايات المتحدة نشأت قبل بضع سنوات منظمة لا تبغي الربح، مقرّها نيويورك، اسمها “التعليم من أجل التوظيف” جعلت هدفها إتاحة فرص عمل للشباب في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عن طريق تدريبهم وإكسابهم المهارات المطلوبة لسوق العمل، وتحقيق التواصل بينهم وبين أصحاب المشروعات التجارية للعمل في مشروعاتهم.
استطاعت منظمة “التعليم من أجل التوظيف” الحصول على التأييد والدعم المعنوي والمادي من عدة جهات بينها مبادرة الشراكة الأميركية الشرق أوسطية التابعة لوزارة الخارجية الأميركية، والوكالة الأميركية للتنمية الدولية.

جهد تعاوني
كيف حدّدت المنظمة برامج التدريب؟ سؤال أجاب عليه مؤسّسها رون برودر في مقابلة خاصة مع موقع شير أميركا باللغة العربية فقال: “هو جهد تعاوني بين مكتبنا في واشنطن الذي يُجري الدراسات على الاحتياجات المطلوبة، ثم نستعين بخبراء لوضع مناهج التدريب المتخصّصة.”

تخرّجت أول دفعة من المتدرّبين في العام 2006، ومنذ ذلك الحين تواصل منظمة “التعليم من أجل التوظيف” تدريب الشباب في مصر، والأردن، والمغرب، وتونس واليمن، وفلسطين. وفي العامين الأخيرين توسّع نطاق نشاطها ليشمل دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية. كما أن لها منظمات شريكة في بعض الدول الأوروبية.
تجاوز عدد من درّبتهم المنظمة حتى الآن 30 ألف شاب وشابة، وتمكّنت من توفير فرص عمل لما يقارب تسعة آلاف منهم. بينهم من أصبحوا روّاد أعمال وأنشاوا لأنفسهم مشروعات صغيرة.

تلبيةً لاحتياجات سوق العمل
مجالات التدريب تشمل: مهارات الكمبيوتر وتكنولوجيا المعلومات، وأعمال البنوك، والتجارة الإلكترونية، وإدارة المشروعات الصغيرة، وكيفية الحصول على فرصة عمل جيدة، وتركيب وإصلاح أجهزة التكييف.
في تقييمه لنسبة النجاح التي حققتها منظمته، قال رون برودر” إن معدل النجاح قد فاق كل توقّعاتنا. فالناس أصبحت تتفهم الآن أهمية ما نقوم به أكثر من أي وقت مضى. إنني الآن أوشك على القيام بجولة تشمل مصر ودبي والمغرب. لأنني أتوق لأن يكون معدل النجاح أعلى مما هو عليه الآن لكي نتمكن من تحقيق ما نصبو إليه.”

شهادة عملية
وأعرب رون برودر عن تطلعه لأن تساهم منظمته في تطوير نظم التعليم بالجامعات بحيث يكتسب الطالب الخبرة المطلوبة في سوق العمل. لا أن يحصل على مجرّد شهادة تعلق على الحائط لن تمكنه من الحصول على أي فرصة عمل. من أجل ذلك، هناك تواصل بين المنظمة ووزراء التربية والتعليم والمسؤولين في جامعات المنطقة. فهو يريد أن تسفر جهود منظمته عن حدوث تأثير إيجابي ملوس في حياة شباب الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يؤهلم لسوق العمل، ويبعدهم عن الأفكار المتطرّفة، ويحقق الاستقرار والسلام في المنطقة.