التعهد بتقديم مليارات الدولارات من أجل تعافي أوكرانيا

في الوقت الذي تجبر فيه أوكرانيا بكل ثبات وبسالة القوات الروسية على التقهقر، تُسرّع الدولة عملية إعادة البناء وإصلاح ما دمرته الهجمات الروسية الطائشة.

وللمساعدة في هذا الجهد، تعهد زعماء العالم مؤخرا بتقديم مليارات الدولارات واليوروات من أجل تعافي أوكرانيا. كما أكدوا من جديد التزامهم بالوقوف مع أوكرانيا مهما طال الأمر.

قال وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن في كلمة له في مؤتمر لندن لدعم االتعافي في أوكرانيا في 21 حزيران/يونيو: “مع استمرار روسيا وتماديها في التدمير، نحن بدورنا موجودون لمساعدة أوكرانيا على إعادة البناء – إعادة بناء الحياة، وإعادة بناء البلد، وإعادة بناء مستقبلها”.

إصلاح القطاعات الرئيسية

تسبب الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا في مقتل الآلاف وتشريد الملايين. كما ألحق أضرارا ودمارا كبيرا في محطات الطاقة والبنية التحتية والزراعة الأوكرانية.

وتشمل الجولة الأخيرة من التعهدات ما يلي:

  • الحكومة الأميركية: من خلال العمل مع الكونغرس الأميركي، تعتزم إدارة بايدن تخصيص 1.3 مليار دولار إضافية لمساعدة أوكرانيا على إصلاح شبكة الطاقة وتحديث البنية التحتية الحيوية. يرفع التمويل الجديد إجمالي المساعدات الأميركية لأوكرانيا إلى حوالي 63 مليار دولار منذ 24 شباط/فبراير 2022.
  • حكومة المملكة المتحدة: أعلنت المملكة المتحدة عن حزمة تتضمن 3 مليارات دولار من ضمانات قروض البنك الدولي لمساندة الخدمات العامة الحيوية. وهذا يشمل إدارة المدارس والمستشفيات.
  • الاتحاد الأوروبي: اقترح الاتحاد الأوروبي تقديم 50 مليار يورو لأوكرانيا بين عامي 2024 و2027، حسبما أوضحت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين.

وقالت فون دير لاين: “إننا سنقف سوية مع أوكرانيا على المدى الطويل في إعادة البناء لبنة لبنة ومنزلا منزلا ومدرسة مدرسة.”

رجال يقومون ببعض الإصلاحات لواجهة مدرسة في أوكرانيا (© Dominika Zarzycka/NurPhoto/Getty Images)
رجال من السكان المحليين بالقرب من كييف يعملون مع منظمة غير حكومية تدعى غورتوم في أيار/مايو يقومون ببعض الإصلاحات لواجهة مدرسة قصفها الجيش الروسي. (© Dominika Zarzycka/NurPhoto/Getty Images)

البناء على الأعمال السابقة

تكمل هذه التعهدات الجهود الأخرى الجارية. ويشمل ذلك ما يقوم به فريق التنسيق التابع لمجموعة الدول السبع الكبرى التي خصصت مليارات الدولارات للمساعدة في إصلاح وإعادة بناء قطاع الطاقة في أوكرانيا.

وفي الوقت نفسه، جمع منتدى الشراكة بين الولايات المتحدة وأوكرانيا في نيسان/أبريل قادة الولايات المتحدة وأوكرانيا والقطاع الخاص وغيرهم من القادة لمناقشة سبل إعادة بناء وتنشيط الاقتصاد الأوكراني.

وحتى في الوقت الذي تواصل فيه روسيا هجماتها، ما فتئ شعب أوكرانيا يستشرف المستقبل ويتطلع قدما.

وقال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك: “ما عليكم سوى أن تلقوا نظرة على شوارع كييف، إذ على الرغم من التهديد بالهجوم، فالناس يواصلون حياتهم اليومية – ويباشرون أعمالهم”. ووصف أوكرانيا بأنها “دولة أوروبية نابضة بالحياة ونشيطة وخلاقة ترفض الخنوع”.

امرأة تتسوق لشراء الطعام من أحد البائعين في السوق  (© Daniel Cole/AP)
امرأة تشتري من بائع في أحد الأسواق في كييف في كانون الثاني/يناير. قال مسؤولون من صندوق النقد الدولي في 30 أيار/مايو إن الاقتصاد الأوكراني يظهر “مرونة ملحوظة” في أعقاب الهجمات التي شنتها روسيا على بنية أوكرانيا التحتية للكهرباء. (© Daniel Cole/AP)