
في العام 1975، خاض المغرب وموريتانيا حربًا حول الصحراء الغربية. وجرت مفاوضات لعقد هدنة في العام 1991. غير أن ذلك لم يوقف الدمار. وبعد انقضاء خمسة عشر عامًا، داست فاطمة محمود على لغم أرضي مطمور وفقدت ساقها اليسرى.
وهي ليست الوحيدة. ففي كل عام، يفقد الآلاف من الناس، ومن ضمنهم العديد من الأطفال، أطرافهم أو حياتهم بسبب الألغام الأرضية.
هناك ما يقدر بحوالى 110 ملايين لغم لا يزال مطمورًا بالأرض في جميع أنحاء العالم. وهي تركة خلّفتها عقود من الحروب بعد أن ألقى الجنود أسلحتهم جانبًا وحقق قادتهم السلام.

أما الخبر السار فهو أن عملية إزالة الألغام الأرضية تنقذ حياة الناس وسلامة أطرافهم. فمنذ ستة عشر عامًا، كانت الألغام الأرضية تقتل أو تشوه ما يقرب من 9100 شخص سنويًا. وبفضل الجهود التي يبذلها المجتمع الدولي، انخفض هذا العدد إلى ما يربو قليلاً على 3000 إصابة.
ومنذ العام 1993، قدمت الولايات المتحدة 2.3 بليون دولار، وعملت مع 60 منظمة شريكة للتخلص من الألغام الأرضية في أكثر من 90 بلدًا. ونتيجة لذلك، أصبح من الممكن إعلان 15 دولة منها- بدءًا من الهندوراس إلى تونس ورواندا- بأنها خالية من الألغام الأرضية.
وبهذا الخصوص، تمتد جهود الولايات المتحدة أيضًا إلى مخزوناتها من الألغام الأرضية. ففي شهر أيلول/سبتمبر الماضي، أعلن الرئيس أوباما أن الولايات المتحدة لن تسعى بعد الآن إلى امتلاك ألغام مضادة للأفراد. كما وافق أيضًا على البدء بتدمير الجزء الأكبر من مخزون الألغام الأرضية في البلاد.
وكان وزير الخارجية جون كيري قد أعلن في شهر كانون الأول/ديسمبر الماضي بمناسبة صدور تقرير وزارة الخارجية الأميركية بعنوان “السير على الأرض بأمان” أن هذه الخطوات تجسّد التزام أميركا المستمر بمساندة هذه الحركة الإنسانية العالمية. “ولكن هذا العمل لا يزال أبعد من أن يكتمل. وبوسعنا أن نفعل المزيد حتى لا يعاني الآخرون إطلاقًا من مثل هذا المصير- وحتى يستطيع ملايين الناس أن يسيروا على الأرض بسلام”.
ويصادف 4 نيسان/أبريل اليوم العالم للتوعية حول الألغام الأرضية والمساعدة في التخلص منها.