
نشأ سوندار بيتشاي في شقة من غرفتين في مدينة تشيناي بالهند. وفي سن الثانية عشرة، تلقى أول هاتف له، مما أثار حبه للتكنولوجيا، وشغفه بتبادل الأفكار، وانفتاحه على عالم من المعرفة شجعه والداه على الاستكشاف.
درس أولًا في المعهد الهندي للتكنولوجيا في خراغبور، ثم في جامعة ستانفورد في قلب وادي السيليكون بالولايات المتحدة الأميركية. انضم بيتشاي إلى شركة غوغل في عام 2004 وعُين رئيسًا تنفيذيًا لها في عام 2015.
يقود بيتشاي الآن آلاف الموظفين في الشركة التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات. إنه مجرد واحد من الأميركيين الهنود الذين يقودون شركات التكنولوجيا الأميركية الكبرى، والذين تشكل أفكارهم العالم من حولنا.
ويأتي نجاحهم مع حصول المزيد من الطلاب من الهند أكثر من أي دولة أخرى في العام الماضي على تأشيرات للدراسة في جامعات أميركية. في أيلول/سبتمبر 2022، أعلنت سفارة الولايات المتحدة في نيودلهي أنها أصدرت بالفعل رقمًا قياسيًا قدره 82 ألف تأشيرة للطلاب الهنود.

وكما هو الحال بالنسبة لبيتشاي، يسعى هؤلاء الطلاب الهنود للدراسة في الولايات المتحدة والبناء على الأساس الذي تلقوه في الهند قبل السعي لتحقيق أحلامهم. ومن بين الأميركيين الهنود الآخرين الذين صعدوا لقيادة شركات التكنولوجيا الأميركية الكبرى ما يلي:
- ريفاثي أدفيثي شغلت منصب الرئيس التنفيذي لشركة فلكس [Flex] للتصنيع والتصميم التكنولوجي منذ شباط/فبراير 2019، حيث قادت قوة عاملة تمتد عبر 30 دولة. وتقول أدفيثي “إن الحلم الأميركي يدور حول العمل الجاد والمجازفة. فإذا اجتهدت في عملك وإذا كنت جيدًا في ما تفعله، فستحصل على كل الفرص التي تستحقها.”
- آرفيند كريشنا عمل في شركة آي بي إم [IBM] لمدة 30 عامًا، حيث ساعد في دفع الابتكار في مجالات التكنولوجيا الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمية وسلسلة الكتل (بلوكتشين). وقد أصبح الرئيس التنفيذي لشركة آي بي إم في عام 2020.
- سانجاي ميهروترا شارك في تأسيس شركة سانديسك [SanDisk]، وهو حاليًا الرئيس التنفيذي لشركة ميكرون تكنولوجي [Micron Technology]، وهي شركة لتصميم أشباه الموصلات والرقائق الدقيقة.

- ساتيا ناديلا انضم إلى شركة مايكروسوفت [Microsoft] في عام 1992، وقاد البحث والتطوير لقسم الخدمات عبر الإنترنت في الشركة قبل تعيينه في منصب الرئيس التنفيذي في عام 2014.
- شانتانو ناراين بدأ العمل في مجموعة الهندسة والتكنولوجيا في شركة أدوبي [Adobe] في عام 1998 قبل أن يصبح الرئيس التنفيذي في عام 2007. وهو حاصل على خمس براءات اختراع.
- راغو راغورام انضم إلى شركة ڤي إم وير [VMware] للحوسبة السحابية وتكنولوجيا المحاكاة الافتراضية في عام 2003 ويشغل حاليًا منصب الرئيس التنفيذي.
- جايشري أولال، التي وُلدت في لندن وتلقت تعليمها في نيودلهي وكاليفورنيا، قادت شركة أريستا نتوركس [Arista Networks] للشبكات السحابية على مدى أكثر من عقد من الزمان، مما وسع حجم أعمال الشركة لتصل إلى مليارات الدولارات.

يجسد هؤلاء الأميركيون الهنود البارزون العلاقات الثقافية والاقتصادية الوثيقة بين الولايات المتحدة والهند. وتشمل المصالح المشتركة للدولتين الالتزام بالديمقراطية وتعزيز الأمن العالمي والاستقرار والازدهار في منطقة المحيطين الهندي والهادئ وخارجها من خلال التجارة الحرة والاستثمار.
يُذكر أن الولايات المتحدة لا تزال أكبر شريك تجاري للهند، حيث وصل حجم التجارة الثنائية بين البلدين إلى مستوى قياسي بلغ 157 مليار دولار في عام 2021.
في كانون الأول/ديسمبر 2022، قام سفير الهند لدى الولايات المتحدة تارانجيت سينغ ساندو بمنح بيتشاي وسام بادما بوشان، وهو أحد أعلى درجات التكريم المدني في الهند. ووصف رحلة بيتشاي بأنها “ملهمة”، وقال إن بيتشاي عزز العلاقات الاقتصادية بين الولايات المتحدة والهند مع التأكيد على مساهمات الهند في الابتكار العالمي.
أعلاه، تغريدة من سفير الهند لدى الولايات المتحدة تارانجيت سينغ ساندو تقول: ’يسعدني تسليم وسام بادما بوشان إلى المدير التنفيذي لشركة غوغل وألفابت سوندار بيتشاي في سان فرانسيسكو. إن رحلة سوندار الملهمة من مادوراي إلى ماونتن ڤيو، والتي عززت العلاقات الاقتصادية والتكنولوجية بين الهند والولايات المتحدة، تؤكد من جديد مساهمة المواهب الهندية في الابتكار العالمي.‘
ينسب بيتشاي الفضل في وضعه على طريق النجاح في الولايات المتحدة إلى حب عائلته للتعلم وتراثه الهندي.
وقال عند استلام الوسام، “الهند جزء مني. أحملها معي أينما ذهبتُ.”