الرئيس أوباما بمناسبة حلول شهر رمضان: إنه وقت للوحدة والتآخي

فتيات لبنانيات يحملن أهلة ونجوما. (© AP Images)
فتيات لبنانيات يحملن أهلة ونجوما خلال عروض في الشوارع أقيمت للاحتفال بحلول شهر رمضان. (© AP Images)

كلمة الرئيس أوباما بمناسبة حلول شهر رمضان

مع حلول هلال شهر رمضان المبارك، لا يسعنا أنا وميشال إلا أن نتوجه بأحر التهاني وأطيب الأماني إلى المسلمين كافة الذين يحيون شعائر شهر الصيام في الولايات المتحدة وحول العالم.

بالنسبة للكثيرين، يعتبر شهر (رمضان) مناسبة للتركيز على التأمل، والنمو الروحاني، والصفح، والصبر، والصمود وقوة التحمل، والتراحم والشفقة على من هم أقل جظًا، والوحدة بين عموم المجتمعات. وكل عبرة نتعلمها من هذه العبر هي عبرة عميقة بحد ذاتها وإذا ما أخذت هذه العبر مجتمعة فإنها تشكل كلا متناسقا. كما أن هذه المناسبة هي فترة سنوية  تتميز بتقديم ما لذ وطاب من المأكولات على موائد الطعام في كافة أرجاء العالم حين تتجمع العائلات والجيران حول مآدب الإفطار الرمضاني.

ونحن هنا في الولايات المتحدة من النعم التي لدينا أنه توجد لدينا جاليات مسلمة متنوعة كتنوع أمتنا نفسها. فهناك أولئك الذين يعود تراثهم إلى السنوات الأولى من عمر أمتنا فضلا عن غيرهم ممن قدموا إلى البلاد للتو. وفي كل ليلة من ليالي هذا الشهر، سيفطر الأطباء والمحامون والفنانون والمدرسون والعلماء ومنظمو المجتمع المدني وموظفو الخدمة المدنية، وأفراد القوات المسلحة معًا في مختلف المدن في ربوع أميركا.

وفي الوقت الذي يحتفي فيه الأميركيون المسلمون بالشهر الفضيل فإن هذا يذكرني بأننا اسرة أميركية واحدة. وأنا أقف بحزم وثبات إلى جانب أبناء الجالية الأميركية المسلمة في رفضهم للأصوات التي تسعى بث الانقسام الفرقة بيننا أو التي تحد من حرياتنا الدينية أو حقوقنا المدنية. كما أظل ملتزما بحماية الحقوق المدنية للأميركيين كافة بصرف النظر عن ديانتهم أو مظهرهم. وإنني أؤيد تمجيد إنسانيتنا المشتركة وتفانينا في توفير السلام والعدالة للجميع.

وفي هذا الشهر الحافل بالتفكير والتأمل لا يمكننا أن ننسى ملايين الأرواح الذين تشردوا بفعل الحروب والنزاعات عبر العالم وفي الحدائق الخلفية لوطننا (المناطق القريبة من وطننا). والكثير من المسلمين قد لا يتمكنون من الاحتفال بشهر رمضان على راحتهم من داخل منازلهم الخاصة هذا العام أو لن يستطيعوا تأمين تكاليف الاحتفال بالعيد مع أبنائهم. ونحن من جانبنا يتعين علينا أن نواصل العمل معا لرفع كاهل المعاناة عن هؤلاء الأفراد. إن هذا الوقت المبجل يذكرنا بالتزاماتنا المشتركة بدعم كرامة كل إنسان. ونحن سنواصل الترحيب بالمهاجرين واللاجئين واستقبالهم في بلدنا، بمن فيهم المسلمون.

وكما دأبت على القيام به طوال فترة ولايتي الرئاسية، فإنني أتطلع مرة أخرى إلى فتح أبواب البيت الأبيض أمام الأميركيين المسلمين خلال هذه المناسبة الخاصة—وسيكون الاحتفال هذا العام بالعيد في نهاية شهر رمضان (بدلا من مأدبة عشاء الإفطار الرمضاني السنوية). ولا يسعنى أن أفكر بطريقة افضل لإحياء آخر حفل رمضاني خلال عهدي من تكريم إسهامات المسلمين في أميركا وعبر العالم بمناسبة حلول عيد الفطر. ورمضان كريم.