
تتذكر ماريا سيليست مدينا أن أول رسالة إلكترونية رأتها كانت من القارة القطبية الجنوبية. كانت والدتها بارعة في التكنولوجيا، وهي التي فتحت أمامها عالمًا من الإمكانيات والاحتمالات الممكنة من خلال مراسلاتها عبر “لوحة الإعلانات” المسماة (bulletin board )- قبل ظهور الإنترنت المعروفة حاليًا– وبدأت العمل في بناء مواقع إلكترونية. لكنها الآن بصدد بناء شيء آخر: جيل جديد من المواهب التكنولوجية في الأرجنتين.
حتى الآن، تمكنت مدينا من إنشاء شركتها الخاصة لبرامج الكمبيوتر، آدا لتكنولوجيا المعلومات (Ada IT) وهي تناصر مشاركة النساء في مجالات التكنولوجيا. وقامت بتعريف الآلاف من الأرجنتينيين على البرمجة والتشفير من خلال مبادرة “احرص على البرمجة من أجل مستقبلك” (Code Your Future)، مع إقامة فعاليات ماراثونية للمبرمجين (وهي فعالية يجتمع فيها مبرمجو الكمبيوتر وغيرهم لتطوير البرمجيات والإرشاد.)
ليس ذلك بالإنجاز البسيط بالنسبة لشابة لا تزال تدرس لنيل شهادتها.
وصرّحت مدينا في مقابلة أُجريت معها مؤخرًا، “لقد نشأت على الإيمان بإمكانية تحقيق كل شيء من خلال الجهد والمثابرة في العمل.”
انطلق وراء هدفك!
تقول مدينا إن النساء حاليًا لا يمثلن سوى حوالى 11 بالمئة فقط من قطاع التكنولوجيا في الأرجنتين. وهذه الإحصائية تؤثر على خيارات الناس. فهي تتساءل، “كيف يمكننا أن نطمح لأن نكون شيئًا لا يمكننا رؤيته؟”
تعمل مدينا من أجل أن تكون التكنولوجيا موضوعًا ملموسًا ومرئيًا بالنسبة للشابات في بوينس آيرس. وقد سبق لها أن تمكنت من اجتذاب مشاركة أكبر عدد ممكن في مبادرة “احرص على البرمجة من أجل مستقبلك” وساعدت في إطلاق أول حدث ماراثوني للبرمجيات في الأرجنتين لفتيات المدارس الثانوية.
وأعربت عن اعتقادها بأن “وجود المزيد من النساء في مجال التكنولوجيا يعني المزيد من الابتكار، والمزيد من النساء في مراكز السلطة، والمزيد من النساء العاملات والمزيد من النساء اللواتي يشكلن نماذج يحتذي بها الشباب.”
ومدينا، التي استوحت الدافع من والديها وتتابع العمل من خلال حماسها وتعلقها بالتكنولوجيا، فازت في العام 2015 بجائزة “عامل التغيير” من معهد أنيتا بورغ الدولي.
وإلى أي شخص يشعر بالخوف من البرمجة أو تحويل مهاراته إلى شركة أعمال، توجّه مدينا هذه الرسالة:
“لا تخف أن تفعل ما تحبه في التكنولوجيا.”