كاليفورنيا تشق طريقًا جديدًا في الطاقة المتجددة، مع تركيزها على الطاقة الشمسية. إنها خطة طموحة تراقبها كل من الولايات الأميركية والبلدان الأخرى باهتمام بالغ.
بإمكان هذه الولاية الآن إمداد 3.3 مليون منزل بالكهرباء باستخدام الطاقة الشمسية بمفردها. وجزء كبير من تلك الطاقة يأتي من منشأة النجم الشمسي (Solar Star) الجديدة المكوّنة من 1.7 مليون لوحة شمسية. إنها المزرعة الشمسية الأعلى قدرة في العالم.
تسبق كاليفورنيا جميع الولايات الأميركية الأخرى في مجال الطاقة الشمسية. وقد تمكنت من تحقيق هذه السيطرة الشمسية من خلال مجموعة من قوانين وحوافز محلية وفدرالية وولائية للشركات والمواطنين العاديين لإعتماد تكنولوجيات الطاقة الشمسية وأنواع الطاقة المتجددة الأخرى. شكلت الإعفاءات الضريبية السخية إحدى الأدوات المهمة في جعل الطاقة المتجددة تنتشر في ولاية كاليفورنيا.
كان عدد ألواح الطاقة الشمسية التي ركبتها كاليفورنيا في العام 2014 أكثر مما ركبته جميع الولايات الأميركية الأخرى مجتمعة بين العام 1970 والعام 2011، استنادًا إلى اتحاد صناعات الطاقة الشمسية.

وهذه الولاية قادت مسيرة منذ زمن طويل نحو مستقبل من الطاقة المتجدّدة، ومستمرة في البناء على أساس سجلها هذا. تفرض تشريعات المناخ التي أصدرتها الولاية في العام 2015 أن تأتي نسبة 50 بالمئة من الكهرباء في ولاية كاليفورنيا من مصادر متجدّدة بحلول العام 2030. وهذا يعني أن شركات المرافق العامة تكافح مع نموذج عمل جديد للقرن الحادي والعشرين. سوف توفر الطاقة المتجددة المستمدة من مصادر عديدة- التي تدعى الشبكة الموزعة- في وقت قريب كمية مماثلة للشبكة المركزية التقليدية أو أكثر منه. ويشكل هذا تغييرًا كبيرًا.
نيويورك وفيرمونت وهاوائي هي من بين تلك الولايات التي لديها طموحات مماثلة. تهدف هاوائي إلى اعتماد نسبة 100 بالمئة من الطاقة المتجددة بحلول العام 2045.
وهذا يحدث في جميع أنحاء العالم. كان الاستثمار في الطاقة النظيفة أولوية في الصين وأوروبا والبرازيل، وهذه ليست سوى مجرد عدد قليل من البلدان التي تعمل على توسيع طاقتها الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الحرارية الأرضية.
تنفذ جنوب أفريقيا، على سبيل المثال، عددًا من مشاريع الطاقة الشمسية. وفي أيار/مايو، أبرمت شركة إسكوم، مرفق الكهرباء العام في البلاد، اتفاقًا مدته 20 سنة لشراء الطاقة من ميدان كاتو الشمسي. هذا المشروع لوحده سيضيف 100 ميغاواط إلى الشبكة الوطنية بحلول نهاية العام 2018. سوف يستخدم ميدان كاتو الشمسي تكنولوجيا مبتكرة للتخزين الحراري. وعندما يوضع قيد الخدمة، من المتوقع أن يزود 80 ألف أسرة في جنوب أفريقيا بالطاقة، وأن يخفض الانبعاثات الكربونية بحوالى 300 ألف طن سنويا وأن يوفر 1200 فرصة عمل جديدة.