أدى القصف الروسي المتواصل لميناء ماريوبول الأوكراني إلى مقتل ما يقدر بـ 10 آلاف مدني، وما زال يحرم مئات الآلاف من الطعام والماء والكهرباء والمأوى.
وسط الأنقاض، لا يستطيع العديد من السكان المغادرة ولا تستطيع منظمات الإغاثة دخول المدينة المحاصرة بسبب القصف الروسي المستمر. حوالى 90٪ من مباني ماريوبول تضررت أو دُمرت.
قالت واحدة من السكان تُدعى آنا لإذاعة بي بي سي في نيسان/إبريل، “إن ماريوبول الآن مقبرة كبيرة. فجميع الأحياء مغطاة بمقابر المدنيين.”
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن سكان ماريوبول يجب أن يستسلموا حتى ينتهي القصف. إن وحشية القوة العسكرية الروسية في أوكرانيا تشبه إلى حد كبير وحشية ألمانيا النازية خلال الحرب العالمية الثانية.
أحد الأمثلة على ذلك حصار ماريوبول ومدن أوكرانية أخرى منذ غزو بوتين في 24 شباط/فبراير. فمنذ أكثر من 80 عامًا، شنّت ألمانيا النازية حصارًا مماثلا، مما تسبب في معاناة واسعة النطاق في روسيا.
فخلال الحرب العالمية الثانية، استمر غزو ألمانيا النازية في حزيران/يونيو 1941 لمدينة لينينغراد، والتي تسمى الآن سانت بطرسبرغ، لما يقرب من 900 يوم وقتل ما يصل إلى مليون روسي. واجه المواطنون الذين حاولوا مغادرة المدينة حواجز على الطرق. كان لدى السكان إمدادات غذائية لمدة شهر واحد، ومات مئات الآلاف من الجوع.
من بين الناجين من حصار لينينغراد الباقين على قيد الحياة حتى اليوم، أعرب البعض عن رعبهم من حرب روسيا الوحشية غير المبررة ضد أوكرانيا.
مارغريتا موروزوفا، البالغة من العمر 87 عامًا، وهي ناجية من لينينغراد تعيش الآن في أوكرانيا، قالت لرويترز في 20 آذار/مارس “لم أكن أستطيع أبدًا أن أتخيل أن حربًا جديدة ستبدأ وأنا في سن الشيخوخة. ففي أسوأ كابوس لي، لم أكن أستطيع حتى أن أتخيل أن مثل هذه المذبحة ستتكرر.”
على مدار الستين عامًا الماضية، عاشت في مدينة خاركيف شمال شرق أوكرانيا، وهي ثاني أكبر مدينة في البلاد، والتي شهدت أيضًا قصفًا شديدًا طوال فترة الحرب.
فيرا سومينا، البالغة من العمر 83 عامًا، عاشت حياتها كلها في سانت بطرسبرغ. وقالت لإذاعة أوروبا الحرة/راديو ليبرتي “لقد نجوتُ من الحرب والحصار عندما كنتُ طفلة صغيرة وكنتُ متأكدة من أنه لا يمكن أن يحدث شيء كهذا مرة أخرى.”
وأضافت “كان على جيلي أن يمر بذلك، ولكن يبدو الآن أن هذا الرعب ممكن لأجيال أبنائي وأحفادي.”
على الرغم من كل الأدلة، تواصل وسائل إعلام الكرملين التي تسيطر عليها الدولة إنكار أن روسيا في حالة حرب مع أوكرانيا، وتستمر في نشر المعلومات المضللة، واصفة الفظائع، مثل صور المستشفيات التي تعرضت للقصف، بأنها مزيفة.
