أصبحت المدن الأميركية بمثابة مختبرات لسياسات مبتكرة للحدّ من تأثيرات تغير المناخ وعكس اتجاه تدهور البيئة ودعم الطاقة البديلة. ونظرًا لطبيعة النظام الفدرالي الأميركي، غالبًا ما يجري اعتماد السياسات المبتكرة للمدن على مستوى الولايات أو على المستوى القومي، الأمر الذي يضع المدن في قلب الحركة البيئية.

تقاسم الممرات
على مدى عقود من الزمن، جرى تشييد البنية التحتية للنقل والمواصلات في أميركا لخدمة السيارات. إلا أنه على نحو متزايد، ومن أجل خفض انبعاثات الكربون من السيارات، تشجّع المدن الركاب الذين يقودون سيارتهم يوميًا للذهاب إلى وظائفهم على استخدام عجلتين بدلاً من أربع. تقود مدينة بورتلاند بولاية أوريغون هذه الحركة، وأصبحت تعرف باسم العاصمة غير الرسمية للدراجات الهوائية في الولايات المتحدة.
يتمتع سكان بورتلاند بإحدى أوسع شبكات مسارات الدرّاجات الهوائية في البلاد– تزيد عن 500 كيلومتر– ويعتمدون على ما يسمى “منسّق الدراجات الهوائية في المدينة”، أي خرائط مجانية لمسارات الدراجات الهوائية، ومواقف واسعة لاستيعاب الدراجات الهوائية، وحتى توفير نوافذ خاصة لخدمة راكبي الدراجات الهوائية في معظم مطاعم الوجبات السريعة المحلية.

يوفر بعض أصحاب الأعمال في بورتلاند للعاملين لديهم غرفًا لتبديل الملابس، ومكافآت نقدية وغيرها من الحوافز من أجل القدوم إلى العمل على دراجات هوائية. ويمثل راكبو الدراجات الهوائية اليوم ما نسبته 7 بالمئة من جميع ركاب وسائل المواصلات في بورتلاند، وهي أعلى نسبة من أي مدينة كبيرة أخرى في الولايات المتحدة.
ومن أجل مساعدة الناس على استخدام الدرّاجات الهوائية للوصول إلى مقاصدهم، تقدم بورتلاند مجموعة متنوّعة من ممرّات الدراجات الهوائية:
- جادات الدراجات الهوائية. جرى ترسيم الشوارع السكنية لكل من الدراجات الهوائية والسيارات. أما الحد الأقصى للسرعة المسموح بها فهو 32 كيلومترًا في الساعة.
- مسارات الدراجات الهوائية. ممرات الدرّاجات الهوائية مفصولة تمامًا عن مسارات السيارات بحواجز أو أرصفة خرسانية.
- أسهم للمشاركة. هناك علامات في الشوارع تظهر تخطيطات عامة للدراجات الهوائية مع سهمين يشيران إلى الأمام، وذلك للإشارة إلى أن باستطاعة الدراجات الهوائية والسيارات استخدام نفس الممر.
وقد أحدثت هذه التسهيلات والحوافز زيادة قدرها خمسة أضعاف في أعداد ركاب الدراجات الهوائية في شوارع بورتلاند منذ العام 1990.
هل تود الاطلاع على الجهود العالمية في مكافحة تغير المناخ؟ تابع القمة العالمية الثانية والعشرين (COP22) في الفترة من 7 الى 18 تشرين الثاني/نوفمبر، على موقع (@US_Center) باستخدام هاشتاغ (#ActOnClimate) و(#AskUSCenter)