أصبحت المدن الأميركية بمثابة مختبرات لسياسات مبتكرة للحدّ من تأثيرات تغير المناخ وعكس اتجاه تدهور البيئة ودعم الطاقة البديلة. ونظرًا لطبيعة النظام الفدرالي الأميركي، فغالبًا ما يجري اعتماد السياسات المبتكرة للمدن على مستوى الولايات أو على المستوى القومي، الأمر الذي يضع المدن في وسط مركز الحركة البيئية.

أضواء ساطعة، مدينة خضراء
باتت الأقسام الإدارية الخمسة التي تتشكل منها مدينة نيويورك موطنًا لأحد أنظمة النقل الأكثر صداقة للبيئة في أميركا الشمالية، إذ إن أكثر من نصف أسطول الحافلات في المدينة يعمل بالوقود البديل، كما تم تزويد قطارات الأنفاق الجديدة بمكابح تُغذي طاقتها لإعادة استخدامها، في حين كانت ستُفقد على شكل حرارة مُبددة عند توقف القطار ليدخل إلى سكة كهربائية ثالثة.
وقد حسّنت المدينة نوعية الهواء من خلال الاستعاضة عن زيوت التدفئة الملوثة للبيئة بدرجة كبيرة بأنواع وقود أنظف. وأصبحت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون للفرد الواحد في نيويورك أقل من تلك السائدة في غيرها من المدن الأميركية.

تبرز أيضًا جهود مدينة نيويورك البيئية في مجال استخدام الأراضي. فمن خلال إعادة تطوير مواقع كانت صناعية، وتطوير غيرها من قطع الأراضي الشاغرة، تقوم نيويورك بتوسيع مساحاتها الخضراء، وذلك بهدف التأكد من أن جميع سكان نيويورك يعيشون على بُعد لا يزيد عن 10 دقائق سيرًا على الأقدام من حديقة عامة. وفي العام 2014، أضيفت مساحة 44 هكتارًا من الحدائق الجديدة.
حقق برنامج مليون شجرة لمدينة نيويورك هدفه واستكمل زراعة هذا العدد بحلول نهاية العام 2015. وقد زرعت المدينة نسبة 70 بالمئة من الأشجار على امتداد الشوارع والحدائق والأماكن العامة الأخرى. أما نسبة 30 بالمئة الباقية فقد قام بزراعتها أصحاب المنازل وأصحاب شركات الأعمال والمنظمات التي لا تبغي الربح على أملاكهم الخاصة.
وبلدية المدينة بصدد إعادة تأهيل شواطئها البحرية لأغراض الاستخدام الترفيهي من خلال تحسين نوعية المياه وتأمين إمكانية الوصول إلى الواجهة البحرية. كما أنها تخطط لفتح نسبة 90 بالمئة من شواطئها أمام المقيمين فيها بحلول العام 2030.
هل تود الاطلاع على الجهود العالمية في مكافحة تغير المناخ؟ تابع القمة العالمية الثانية والعشرين (COP22) في الفترة من 7 الى 18 تشرين الثاني/نوفمبر، على موقع (@US_Center) باستخدام هاشتاغ (#ActOnClimate) و(#AskUSCenter)