تحوّلت المناظرات التلفزيونية الرئاسية إلى دعامة أساسية من دعائم الانتخابات الأميركية منذ أن جذبت أول مناظرة جرت في العام 1960 جمهورًا وصل إلى 74 مليون نسمة. ولكن هذا لم يكن سوى جمهور التلفزيون. أما مناظرات هذا العام، فسوف تكون متاحة للعالم أجمع، وللعدد المتزايد من الذين تميل غالبيتهم لمشاهدتها على جهاز كمبيوتر أو عبر جهاز محمول.
يتوقع بعض الخبراء أن تحطم المناظرة الأولى، التي سوف تعقد في 26 أيلول/سبتمبر، وتبث من جامعة هوفسترا في بلدة هيمبستيد، بولاية نيويورك، أرقامًا قياسية وأن يشاهدها ما يصل إلى 100 مليون مشاهد.
قال بول ليفينسون، أستاذ الاتصالات في جامعة فوردهام، لمنظمة هيل الإخبارية في واشنطن، في إشارة منه إلى مباراة بطولة كرة القدم الأميركية التي تستقطب معدلات مشاهدة تلفزيونية ضخمة، “أعتقد أن معدلات مشاهدة المناظرة، وخاصة أول واحدة منها، ستكون عالية جدًا، وخيالية، وحتى أنها قد تقترب من أعداد مشاهدي مباراة السوبر بول.”
وأحد أسباب ذلك هو أن المناظرة الرئاسية ستبثها جميع الشبكات الرئيسية على شاشات التلفزيون وستعرضها مباشرة العديد من وسائل التواصل الاجتماعي على مواقعها على شبكة الإنترنت ومن خلال فيسبوك ويوتيوب. وللمرة الأولى، ستقوم شبكة تويتر، بالشراكة مع بلومبرغ، بعرض المناظرة على صفحتها الرئيسية، لذلك لن يضطر المستخدمون إلى إبعاد عيونهم عن الشاشة لكتابة التغريدات المباشرة.
Just launched: @ExploLive invites YOU to #JointheDebates ~ 2016 site is live here: https://t.co/rN9qAOrRNU @PBS pic.twitter.com/kjSBEfNWhG
— CPD (@debates) July 7, 2016
تغريدة على موقع تويتر (أعلاه) تعلن فيها شبكة الإذاعة والتلفزيون العامة عن الدعوة للمشاركة في المناظرة الرئاسية على الهواء عبر:@ExploLive موقع العام 2016 للبث المباشر http://www.jointhedebates.org/ @PBS
أيًا كانت الطريقة التي تُستخدم لمشاهدتها، يرى الأميركيون المناظرات بمثابة فرصة مهمة لمراقبة مرشحيَنْ يتفاعلان في الوقت الحقيقي. وخلافًا للمناظرات في المدارس الثانوية أو الجامعات، فإن المناظرة الرئاسية لا تتّبع قواعد صارمة ولا تحصل على نقاط. ولا يتم الإعلان عن اسم الفائز، على الرغم من أن جميع من يشاهدونها تقريبًا سيكون لهم رأي حول من الذي فاز.
أما المناظرة الثانية فستُبث في 9 تشرين الأول/أكتوبر من جامعة واشنطن في مدينة سانت لويس، والثالثة في 19 تشرين الأول/أكتوبر من جامعة نيفادا في لاس فيغاس.
وفي حين أن كلا المرشحين سيحدّد دون أي شك خطط ورؤى سياسته للبلاد خلال السنوات الأربع المقبلة، فإن التفاعل بينهما، جنبًا إلى جنب، هو أكثر ما سيشاهده العديد من المشاهدين عن كثب.
الجدير بالذكر أنه عندما خاض والتر مونديل، 56 سنة، المنافسة ضد الرئيس رونالد ريغان آنذاك، 73 سنة، في العام 1984، تخلّص ريغان مسبقًا من أي انتقاد بأنه كبيرًا جدًا في السن لترشيح نفسه لولاية ثانية بالقول: “إنني لن أستغل لأغراض سياسية صغر سن وعدم خبرة خصمي.”
وفي انتخابات العام 1960 التي جاءت فيها النتائج متقاربة جدًا، فإن سلوك الاسترخاء الذي أبداه جون كنيدي في المناظرة الرئاسية الأولى المتلفزة ضد ريتشارد نيكسون هو الذي أحدث الفرق بين النصر والهزيمة. إذ بفضل مستشاريه وبعض الحظ السعيد، تمكن كنيدي من استخدام الوسيلة التلفزيونية التي كانت لا تزال جديدة آنذاك لمصلحته.
سواء في هذه الانتخابات أو في الانتخابات القادمة، من هو المرشح الذي سوف يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي التي لا تزال حديثة العهد، لإيصال رسالته، أو رسالتها، على نحو أكثر فعالية؟