الجماعات الدينية في الولايات المتحدة لها تاريخ حافل من النشاط السياسي— سواء أكان ذلك في مجال الدعوة إلى الحقوق المدنية أو محاربة الفقر أو قضايا أخرى. وفي أيلول/سبتمبر الحالي تنوي جماعات دينية استعراض قوتها الاجتماعية من جديد.

فقد جندت جماعات من مختلف الطوائف الدينية أعضاءها من أجل دعم ردود محلية وقومية قوية على التغيير المناخي. وفي الفترة من 21-25 أيلول/سبتمبر الحالي ستنظم فعاليات تتزامن مع زيارة قداسة البابا فرنسيس الذي دعا البشرية لتحسين الرعاية البيئية في رسالته البابوية  المعروفة بـ”المجد لكم” (Laudato Si’)  في وقت سابق من هذا العام.

وسيقوم تحالف متنوع يضم العديد من المنظمات الدينية بتنظيم “أسبوع العمل الأخلاقي من أجل العدالة المناخية” الذي سيشمل صلوات مسائية بالشموع يوم 24 أيلول/سبتمبر على أرض المول أو المتنزه القومي بواشنطن القريب من مبنى الكونغرس الذي سيخاطب البابا أعضاءه. وسيأتي ذلك الخطاب في “الوقت المناسب والمكان المناسب وسيكون بمثابة الرسالة المناسبة”، كما أشارت ليز فان ساستيرن وهي من زعماء التحالف.

أفراد يقفون متشابكي الأيدي في أحد الشوارع (AP Images)
انضمت جماعات دينية إلى مظاهرة مناوئة للحرب في لوس أنجيليس في العام 2011 (AP Images)

وستسلط التظاهرة الضوء على الآثار الضارة للتغيير المناخي التي بدأت بالفعل في تشويش حياة الكثيرين، ممن لم يساهموا في إحداثها. فحسبما قالت فان ساستيرن: “إن الذين لم يساهموا في حدوث المشكلة إلا بالحد الأدنى، هم الذين يتضررون منها إلى الحد الأقصى.”

والذين يدعون إلى اتخاذ إجراءات بشأن المشاكل الناجمة عن تغير المناخ يصفون ما يحدث بأنه: مسببات- وآثار -العدالة المناخية، ويشيرون إلى وجود “واجب أخلاقي اجتماعي” للعمل على حل هذه المشاكل، بحسب قول فان ساستيرن، مرددة ما جاء في رسالة البابا.

وفي العام الحالي يحل يوم الغفران، وهو أقدس يوم في التقويم اليهودي، يوم 22 من شهر أيلول/سبتمبر من العام الحالي 2015، أي خلال أسبوع العمل من أجل المناخ.  ولذلك يعتزم مركز شالوم – وهو منظمة يهودية عضو في التحالف المتعدد الأديان المعروف باسم العمل الأخلاقي من أجل المناخ، والذي خطط للأنشطة التي تستمر أسبوعًا– رعاية إقامة صلاة مسائية على ضوء الشموع تشارك فيها عدة أديان في هذه المناسبة، التي تُعرف باسم يوم التكفير عن الذنوب، أو يوم الغفران.

وقال منظمو هذا الحدث في بيان لهم: “في هذه اللحظة من التاريخ، فإننا نحن بنو البشر بحاجة للاستغفار بسبب الطرق التي دنسنا بها الأرض.”

وقد تلاقت أديان وطوائف عدة في التحالف، ومن ضمن هؤلاء البروتستانت، والكاثوليك، والمسلمون، والموحدون والكويكرز، والبوذيون، والهندوس.

ومن المقرر أن تجري فعاليات وأنشطة العمل من أجل المناخ في وقت متزامن في عدد من المدن الأميركية في شمال شرق البلاد وغربها الأوسط. ويقول المشرفون على هذه الأنشطة إن قائمة الفعاليات المرتقبة آخذة في التزايد.

وأنشطة الشهر الحالي قد تجتذب جماهير غفيرة إلى العاصمة  واشنطن لكنها قد تكون مجرد بداية موسم أنشطة مدنية حول المناخ. إذ تنوي جماعات بيئية ودينية واجتماعية تنظيم فعاليات وتظاهرات كثيرة  خلال الأشهر المقبلة لتتعالى دقات الدعوة، التي ستفضي –كما يأملون- إلى اتفاقية دولية للتحرك لاتخاذ إجراءات لمكافحة مشاكل تغير المناخ في محادثات باريس الخاصة بتغير المناخ في نهاية العام الحالي.