كلما واجهت الولايات المتحدة أي كارثة من الكوارث الطبيعية مثلما حدث مؤخرا – عندما واجهت إعصارين في ولايتي تكساس وفلوريدا- فإننا نجد المنظمات الدينية مستعدة لتقديم العون والمساعدة.
ومعروف أن الجهات الفيدرالية والولائية والمحلية هي التي توفر القدر الأكبر من المساعدات، لكن المنظمات الدينية تقوم بدور لا غنى عنه للإغاثة من الكوارث في جميع أرجاء الولايات المتحدة. ففي أعقاب إعصاري هارفي وإيرما، هبت منظمات يهودية ومسيحية وإسلامية لا تبتغي الربح بتقديم الخدمات الأساسية للأسر المحتاجة بغض النظر عن العقيدة التي تؤمن بها.

وقد أشاد الرئيس ترامب مؤخرًا بالمنظمات الخيرية التي لا تبتغي الربح على ما قدمته من مساعدات للأميركيين في الأزمة.
فقال: “إن منظمات مثل الصليب الأحمر وجيش الخلاص والمنظمات الدينية الأخرى ساعدت بالفعل على أرض الواقع. وهم يؤدون مهمة رائعة.” وأضاف “أود التعبير عن تقديري للملايين من المواطنين الأميركيين في جميع أرجاء البلاد الذين يساهمون بكل طريقة ممكنة– بوقتهم، وبمواردهم، وبدعواتهم وصلواتهم.”
وتعتبر منظمة “نيشامة-الاستجابة اليهودية للكوارث”– كلمة نيشامة بالعبرية تعني الراحة أو العون- ومقرها في مينيسوتا إحدى تلك المنظمات. ويتوقع دافيد كابلان المدير التنفيذي للمنظمة أن تتمكن المنظمة من جمع تبرعات تبلغ ما يقرب من 500 ألف دولار لمن تضرروا من الإعصار هارفي، ومثل هذا المبلغ للمتضررين من الإعصار إيرما.
وقال كابلان “إن مهمتنا تستمد جذورها من القيمة اليهودية التي تُعرف بالعبرية بعبارة (تيكون أولام) -والتي تعني إصلاح العالم أو شفاء العالم- فإصلاح العالم من خلال الأفعال التي تتصف بالشفقة والرحمة. إننا نركز جهودنا على المجتمعات ذات الدخل المنخفض، التي ليس لديها أي نوع من أنواع التأمين، أو التي لديها تأمين لا يغطي كل احتياجاتها.”
وهناك علاقة شراكة تجمع بين منظمة نيشامة ومنظات دينية أخرى بما فيها المنظمة الأرثوذكسية الدولية للمنظمات الخيرية المسيحية (International Orthodox Christian Charities) ومنظمة الحلقة الإسلامية لأميركا الشمالية (the Islamic Circle of North America)، المنظمة اللوثرية للخدمات الاجتماعية والمنظمات الخيرية الكاثوليكية بالولايات المتحدة (Lutheran Social Services and Catholic Charities USA).
في المرحلة الأولى من جهودها وزعت منظمة الإغاثة الإسلامية بالولايات المتحدة بطاقات تحمل قيمًا نقدية تبلغ في مجملها 32 مليون دولار على الأسر المحتاجة في تكساس. وقام متطوعوها بإعداد المساجد في خليج تامبا وأورلاندو لتكون أماكن إيواء للنازحين بسبب إعصار إيرما.
جدير بالذكر أن منظمة الإغاثة الإسلامية بالولايات المتحدة لها باع طويل في جهود الإغاثة. فهي تعمل في ولاية نورث كارولينا مع المنظمة الميثودية المتحدة لإعادة بناء المنازل التي تضررت في 2016 بسبب الإعصار ماثيو، حسبما صرحت منهاج حسن المتحدثة الرسمية باسم منظمة الإغاثة الإسلامية في الولايات المتحدة.

وتقوم الجمعيات الخيرية المسيحية الأرثوذكسية الدولية بتقييم الاحتياجات المطلوبة في ولاية فلوريدا وستنشر متطوعيها الأوائل على الخطوط الأمامية هناك. وهؤلاء المتطوعون هم رجال دين ومستشارون وأخصائيون اجتماعيون وعاملون في المجال الطبي ممن تم تدريبهم بشكل خاص ويقدمون الرعاية النفسية والروحانية للناجين من الكوارث.
ومن بين المنظمات الأخرى المعنية بالإغاثة عند حدوث الأعاصير، صندوق اليهود المتحدين (Jewish United Fund) في مدينة شيكاغو والفروع المحلية لمنظمة الجمعيات الخيرية الكاثوليكية في الولايات المتحدة الأميركية.
وقد جمعت منظمة الجمعيات الخيرية الكاثوليكية في الولايات المتحدة الأميركية مليوني دولار لجهود إعادة الإعمار في تكساس وفلوريدا. وقالت سينثيا كولبيرت، رئيسة الجمعيات الخيرية الكاثوليكية في أبرشية جالفستون هيوستن، إن المنظمة قدمت الغذاء والمأوى وأكثر من ذلك لمساعدة الآلاف من الأسر المتضررة من إعصار هارفي.
وقالت “لقد عمل موظفونا تقريبًا على مدار الساعة لمساعدة الناس على التعافي من الكارثة”. وتقوم فروع المنظمة في ولاية فلوريدا بفعل الشيء نفسه.
وقال جويل شاتز، من صندوق اليهود المتحدين (Jewish United Fund) في شيكاغو، إن صندوق الإغاثة من إعصار هارفي التابع لمؤسسته قد جمع أكثر من 311 ألف دولار، وقد توسع الصندوق ليشمل جهود الإغاثة المتعلقة بإعصار إيرما.