من أهم وظائف الأحزاب السياسية العمل من أجل الفوز في الانتخابات. وفي الولايات المتحدة يعمل كلا الحزبين الرئيسيين بجهد لفهم التغيير في تركيبة ووجهات نظر جمهور الناخبين. وفي العام الحالي يلمس الحزبان أن الناخبين من المهاجرين الجدد باتوا يمارسون تأثيرًا متزايدًا.
يقول د. غابريال سانشيز، الخبير في مؤسسة Latino Decisions أي القرارات اللاتينية، وهي مؤسسة معنية بالأبحاث واستطلاعات الرأي المتعلقة بوجهات النظر السياسية، إن المسألة كلها يمكن معرفتها بالأرقام، إذ طبقًا لتعداد السكان الأميركي للعام 2014 كان هناك حوالى 20 مليون مواطن مؤهل للتصويت من المهاجرين، أي حوالى ناخب واحد من بين كل عشرة ناخبين.
وصوت المهاجر يمكن أن يكتسب أهمية حاسمة في الانتخابات التي تتقارب فيها النتائج، أي في الولايات التي ترجّح أصواتها كفة الميزان، والتي غالبًا ما تقرّر من سيكون الفائز في الانتخابات الرئاسية. ويقول سانشيز إن المهاجرين يمكن أن يحدثوا فارقًا في ولايات تحتدم فيها المنافسة مثل نيفادا، وفلوريدا، وكولورادو.

والناخبون من المهاجرين هم أحد العوامل التي تجعل جمهور الناخبين هذا العام الأكثر تنوعًا عرقيًا وإثنيًا في تاريخ البلاد. إذ إن نسبة 31 في المئة تقريبًا من الناخبين الذين يحق لهم التصويت سيكونون من السود أو من أصول لاتينية أو آسيوية، أو ينتمون لأقلية عرقية أخرى. وهذه النسبة تزيد عمّا كانت عليه في العام 2012 وهي 29 في المئة- استنادًا لمركز بيو للأبحاث.
ويميل الناخبون الأميركيون المولودون خارج البلاد للتصويت بأعداد أكبر من أقرانهم المولودين في البلاد.

وقد يشعر الناخبون من المهاجرين بالتعاطف مع مرشحين ذوي خلفيات مشابهة لخلفياتهم، وهو عامل يأخذه الحزبان الرئيسيان في الحساب حينما يختاران مرشحيهما. ويلاحظ سانشيز وجود “زيادة صغيرة لكن هامة في مشاركة المهاجرين من أصول هسبانية (من دول أميركا اللاتينية) حينما يكون مرشحون من نفس الإثنية على بطاقة الاقتراع.”
وبالنسبة للمهاجرين من أصول آسيوية ولاتينية- والكلام لسانشيز- “فإن توفر البيانات والمعلومات السياسية بلغاتهم الخاصة يعتبر مسألة مهمة. وهذا أمر يبدو أن الحزبين السياسيين وحملتيهما الرئاسيتين أصبحوا أكثر حساسية تجاهه.”
لوسي هاتشينز التي هاجرت من الكاميرون إلى ولاية مين في العام 1998 لم تتقدم للحصول على الجنسية الأميركية حينما أصبحت مؤهلة لها. وكما تشير تقارير الإذاعة العامة الدولية فإن شأنها، شأن الكثير من المهاجرين من أفريقيا، كانت مرتابة من التصويت لأنها كانت تقرن بين السياسة والعنف والفساد. لكن هاتشينز أشارت إلى أنها حرصت على الحصول على الجنسية الأميركية في العام 2008 ، كي يمكنها أن تصوت لباراك أوباما كأول رئيس أميركي-أفريقي للولايات المتحدة.
إن الانتخابات تتعلق بالأرقام. وفي انتخابات العام 2016 يدرك المرشحان أن الطريق إلى الفوز قد يكون عبر أحدث مواطني الولايات المتحدة الأميركية.