
تعتبر أوكرانيا موطنًا لمعالم تاريخية ومعمارية فريدة من نوعها تم تشييدها منذ قرون لأغراض تعليمية واجتماعية وسياسية ودينية. تثمن الولايات المتحدة التراث الثقافي لأوكرانيا عاليا وتساعد في الحفاظ عليه.
ومنذ العام 2001، قدمت الولايات المتحدة أكثر من 1.7 مليون دولار لدعم 18 مشروعا للحفاظ على التراث الثقافي في أوكرانيا. يقدم الدعم عن طريق صندوق السفراء الأميركيين للحفاظ على التراث الثقافي، وهو برنامج تابع لمكتب الشؤون التعليمية والثقافية في وزارة الخارجية الأميركية.
وقال بيل تيلور، السفير الأميركي السابق لدى أوكرانيا، “إن هذا يدل على احترامنا وتقديرنا للتراث الثقافي الأوكراني ولمساهمات أوكرانيا في الثقافة العالمية.”
وفي ما يلي أمثلة على بعض المشاريع الأخيرة التي دعمتها الولايات المتحدة:
المبنى الأكاديمي القديم، في كييف

المبنى الأكاديمي القديم في الجامعة الوطنية في كييف – أكاديمية موهيلا، الذي شيد في العام 1703، هو أول مبنى في أوكرانيا بني لأغراض تعليمية وثقافية.
مؤسس أكاديمية موهيلا، إيفان مازيبا (وكان على رأس المؤسسة السياسة والحكومة والقائد الأعلى للجيش في ولاية زابوريزيان)، اكتسب سمعة سيئة عندما انضم إلى الملك السويدي كارل الثاني عشر في معركة العام 1708 ضد القيصر الروسي بيتر الأول في بولتافا. وأدى ذلك إلى إعلان مازيبا عدوا للإمبراطورية الروسية، وطرده من الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، ثم حذفه بعد ذلك من التاريخ الأوكراني إلى ما بعد الفترة السوفيتية.
تم ترميم المبنى الأكاديمي القديم من خلال مشروع تجديد بقيمة 405 ألف دولار في العام 2019، وشمل الترميم “كنيسة البشارة” الأرثوذكسية الأوكرانية التي تعلوها قبة تاريخية.
وقال تيلور عن المشروع في العام 2019: “إنني سعيد للغاية لكون الولايات المتحدة قادرة على أن تدعم أوكرانيا في الحفاظ على هذا الموقع التاريخي.”
متحف لفيف للتاريخ، بيت ألبرتي “الأسود”، لفيف

أصبح هذا المبنى الذي يعود تاريخ بنائه إلى القرن السادس عشر الآن متحفا، ويمثل سمة بارزة في ساحة رينوك التاريخية في المدينة (والتي تعني ساحة السوق باللغة الإنجليزية). يعد “البيت الأسود” مثالا على التأثير بعيد المدى للتصميم المعماري لأوروبا الغربية.”
وقد ساعدت منحة مقدمة من الولايات المتحدة في 2016 قدرها 275 ألف دولار في جهود الصيانة داخل المبنى وخارجه.
يضم المتحف معارض عن التاريخ الحديث، مثل الثورة البرتقالية في العام 2004 ومظاهرات الميدان في الفترة 2013-2014. ويشمل أيضًا تخليدا لذكرى الأوكرانيين الذين لقوا حتفهم في معسكرات الموت السوفيتية.
قصر فيشنيفيتسكي، تيرنوبيل

قصر فيشنيفيتسكي في غرب أوكرانيا يعد رمزا يجسد استقلال أوكرانيا. تم بناؤه في الأصل في القرن الخامس عشر، وتمت إعادة تصميمه في القرن الثامن عشر على يد مهندسين معماريين تدربوا في فرنسا.
وقد كونت العائلة النبيلة الأوكرانية التي بنت القصر وأقامت فيه لما يقرب من 400 عام، أول قوة عسكرية للقوزاق الزبورجين في القرن السادس عشر. وقد لعبت هذه القوة فيما بعد دورا مؤثرا في التطور التاريخي والديمقراطي للدولة الأوكرانية وانتخاب أول رادا، أو مجلس نيابي، للأوكرانيين الأحرار.
وكذلك استضافت عائلة فيشنيفيتسكي مازيبا، القائد العسكري الأعلى للقوزاق الزبورجين ومؤسس أكاديمية موهيلا؛ والشاعر القومي الأوكراني في القرن التاسع عشر تاراس شيفتشينكو؛ وغيرهم من المدافعين عن استقلال أوكرانيا في القصر.
يضم الطابق الأرضي من القصر “قاعة مرايا” بطول 80 مترًا، وهي نسخة طبق الأصل من القاعة نفسها في قصر فرساي. وقد أطلق الروائي الفرنسي أونوريه دو بلزاك على الموقع اسم “فرساي الصغير” بعد زيارته.
دعمت منحة أميركية بقيمة 155 ألف دولار في العام 2015 ترميم القاعة وتعزيز الجدران الساندة. ويُعد القصر جزءًا من محمية تُعرف باسم “قلاع منطقة ترنوبل” في غرب أوكرانيا.
كنيسة القديس جورج، دروهوبيتش

تعتبر كنيسة القديس جورج في دروهوبيتش مثالا استثنائيًا للكنيسة الخشبية التقليدية، التي تعرف باسم ’تسيركفا‘، وهي فريدة من نوعها في منطقة كاربات بأوكرانيا وبولندا. وتتميز كنيسة القديس جورج، التي أصبحت الآن أحد مواقع التراث العالمي، بأحدث تقنيات بناء القباب الخشبية في الوقت الذي شيُدت فيه.
على مر القرون، دمرت النيران الكنيسة وكان لا بد من ترميمها عدة مرات.
قدمت الولايات المتحدة منحة قدرها 85 ألف دولار لتزويد الكنيسة بأجهزة الكشف عن الحرائق والوقاية منها وترميم اللوحات الجدارية الداخلية.
كاتدرائية القديسة صوفيا، كييف

تم بناء كاتدرائية القديسة صوفيا في الأصل في القرن الحادي عشر، وكانت موطنًا للأمراء الذين استضافوا السفراء الأجانب وأبرموا المعاهدات.
دعمت منحة أميركية بقيمة 49 ألف دولار في العام 2011 الحفاظ على فسيفساء القرن الثاني عشر. وكان قد تم إنقاذ الفسيفساء من كاتدرائية القديس مايكل الأصلية ذات القباب الذهبية والقريبة قبل هدمها الذي قاده السوفيت في ثلاثينيات القرن العشرين ونقلها إلى كنيسة القديسة صوفيا.
للاطلاع سريعًا على بعض هذه المشاريع، شاهدوا مقطع الفيديو هذا ومدته ثلاث دقائق من سفارة الولايات المتحدة في كييف باللغتين الإنجليزية والأوكرانية.