الولايات المتحدة تعيد إلى مصر مجموعة من القطع الأثرية المهرّبة

التابوت الحجري الذي كان بين القطع الأثرية التي أعيدت إلى مصر، كان مدفونا منذ 2600 سنة، تظهر عليه بعض العلامات التي سببها المهربون حينما قاموا بتقطيع التابوت لتسهيل شحنه وتهريبه، وتمكن ضباط الحدود الأميركيون من ضبطه وإعادته إلى موطنه الأصلي. (© ICE- Immigration & Customs Enforcement)

وصلت إلى مطار القاهرة يوم 24 نيسان/إبريل، 2015 مجموعة من القطع الأثرية التي سبق تهريبها. يبلغ عدد تلك القطع حوالى 123 قطعة ترجع إلى عصور مختلفة. من بين تلك القطع 3 قوارب جنائزية خشبية تعود للعائلة الملكية الوسطى، ويقدر عمرها بـ4 آلاف عام، وتابوت حجري يعود إلى عصر حكم كليوبترا، و65 قطعة نقدية أثرية، وعدد من التماثيل والأواني، ومنحوتات من الحجر الجيري من معبد مصري قديم.

تم الإعلان عن إعادة القطع الأثرية في احتفال أقيم في الجمعية الجغرافية الوطنية في واشنطن، بحضور السيدة سارة سالدانيا مساعد وزير الأمن الوطني ومدير إدارة الهجرة والجمارك الأميركية، وشارك في الاحتفال السفير محمد توفيق، سفير مصر في واشنطن نائبًا عن وزير الآثار المصري.

Natnl_Geog_5_Egypt
مجموعة من التماثيل والأواني ومنحوتات الحجر الجيري كانت بين القطع الأثرية التي أعيدت إلى مصر (© ICE- Immigration & Customs Enforcement)

تمكنت إدارة الجمارك والهجرة من العثور على القطع الأثرية المهرّبة من خلال عملية أطلق عليها اسم “عملية لعنة المومياء” واستغرقت أكثر من خمس سنوات قامت خلالها برصد وتتبع شبكة إجرامية دولية قامت بتهريب أكثر من 7000 قطعة أثرية من مناطق مختلفة في العالم وأدخلتها الولايات المتحدة.

في كلمته أثناء الاحتفال بإعادة القطع الأثرية، أعرب السفير المصري عن “خالص تقدير مصر حكومة وشعبًا لإدارة الأمن الوطني الأميركي، وتحديدًا ضباط إدارة الجمارك، على دورهم في سبيل اكتشاف وإعادة هذه التحف الأثرية التي لا تقدّر بثمن.”

وفي الاحتفال بالإعلان عن إعادة القطع الأثرية، عرضت الجمعية الجغرافية الوطنية شريط فيديو يبين تلك القطع والعناية الشديدة التي أحيطت بتغليفها أثناء نقلها. (تمتع بالفيديو).

وفي الاحتفال أيضًا قالت سارة سالدينيا مدير إدارة الجمارك الأميركية: “إن الحفاظ على التراث الثقافي للبشرية يُعتبر تحديًا تزداد صعوبته في مجتمعاتنا اليوم. إنه أمر مخيف لمجرد التفكير في أنه تم ضبط هذه التحف الأثرية الثمينة داخل غراجات (مرائب للسيارات). وأضافت أن إدارة الهجرة والجمارك تتشرف بالتحقيق في مثل هذه القضايا ومعاونة الدول الأخرى للحفاظ على تراثها الثقافي.”

Natnl_Geog3_Egypt
أحد القوارب الجنائزية الخشبية الثلاثة التي كانت بين القطع المهربة والتي يعود تاريخها إلى الفترة بين 2000 إلى 1700 قبل الميلاد. (© ICE- Immigration & Customs Enforcement)

من جانبه، علق ستيفن بيكروفت السفير الأميركي في مصر على إعادة الآثار المهرّبة بقوله: يسعدني جدًا عودة هذه القطع الأثرية إلى موطنها الحقيقي.” وأضاف أن “إعادة هذه الكنوز تعد مثالًا آخر على التعاون الوثيق والمستمر بين الحكومتين الأميركية والمصرية لحماية التراث الثقافي المصري.”

كما أعرب جيري نيل، الرئيس والمدير التنفيذي للجمعية الجغرافية الوطنية، عن حرص الجمعية على المحافظة على التراث العالمي؛ وقال إن ذلك يُعتبر “أولوية بالنسبة للجمعية الجغرافية الوطنية. وإنه لمن دواعي سرورنا أن نرى إعادة هذه القطع الأثرية إلى موطنها الحقيقي مصر.”

جدير بالذكر أن إدارة الهجرة والجمارك الأميركية كانت قد أعادت أكثر من 80 قطعة أثرية إلى مصر عبر 4 عمليات لإعادة الممتلكات الأثرية منذ العام 2007، كما أعادت أكثر من 7800 قطعة أثرية أخرى منذ 2007 إلى 30 دولة.