كرس بيوتر سيفينسكي حياته للحفاظ على إحياء ذكرى المحرقة (الهولوكوست) مع تشجيع الآخرين على التعرف على تاريخها.
قال سيفينسكي، الذي شغل منصب مدير متحف أوشفيتز بيركيناو الحكومي في بولندا منذ العام 2006،
“إذا وضعنا ذكرى المحرقة فقط في كتب التاريخ، فهذا يعني أننا فشلنا في فهم الحقيقة العالمية عن الإنسانية التي تكشف عنها.”
وأضاف الرجل، وهو من مواطني وارسو، إنه لا ينبغي نسيان “أكبر جريمة في القرن العشرين”.
تم تكريم سيفينسكي بمنحه جائزة القيادة الوطنية لمتحف الهولوكوست التذكاري بالولايات المتحدة في حفل أقيم في 13 تموز/يوليو في وزارة الخارجية.

خلال فترة عمله مديرًا لمتحف أوشفيتز بيركيناو الحكومي، قام سيفينسكي بما يلي:
- قيادة جهود الترميم التي حافظت على سلامة الموقع المعمارية.
- توسيع نطاق الفرص التعليمية للطلاب والأكاديميين والصحفيين لدراسة الهولوكوست، ووقف إنكار وتشويه الهولوكوست.
- قيادة الجهود الرامية لبناء مركز تعليمي جديد ومركز زوار قيد الإنشاء حاليًا.
- جعل المرفق متاحًا لأكثر من 2 مليون زائر سنويًا.
وقد أشاد ستيوارت آيزنستات، رئيس متحف الهولوكوست التذكاري بالولايات المتحدة، بسيفينسكي، “لقدرته الفريدة على البقاء راسخًا في الماضي وفي الوقت نفسه التركيز على المستقبل.”
صادف الحدث الذي أقيم في وزارة الخارجية الذكرى السنوية الخامسة والسبعين لإنشاء متحف أوشفيتز بيركيناو الحكومي.

كان أوشفيتز بيركيناو أكبر معسكر اعتقال ومركز إبادة يديره النازيون خلال الحرب العالمية الثانية. وقد قُتل فيه ما يقدر بنحو 1.1 مليون شخص. ومن بين الـ 6 ملايين يهودي الذين قتلوا خلال الهولوكوست، كان 3 ملايين بولنديين.
تغطي أراضي المتحف 191 هكتارا وتشمل عدة مئات من مباني المعسكر وأنقاضه، بما في ذلك أنقاض غرف الغاز ومحارق الجثث.
ووصف آيزنستات المتحف بأنه “أقوى تذكير لنا بمخاطر معاداة السامية والكراهية.”

الحفاظ على ذكرى المحرقة (الهولوكوست) أمر بالغ الأهمية بسبب المحاولات المستمرة لتغيير التاريخ ورفض قصص الناجين باعتبارها غير صحيحة.
قالت إيلين جيرمان، المبعوثة الخاصة لوزارة الخارجية الأميركية لقضايا الهولوكوست، “تحت قيادة الدكتور سيفينسكي، دعم متحف أوشفيتز بيركيناو الحكومي التاريخ الصحيح والتعليم السليم عن الهولوكوست، وكان بمثابة الحارس ضد تشويه الهولوكوست وإنكاره.”
كما يدافع سيفينسكي أيضًا عن حقوق الإنسان في مجالات أخرى. إذ أطلقت مؤسسة أوشفيتز بيركيناو التي أسسها مؤخرًا برنامج منح لتمويل مشاريع مكافحة العنصرية ومعاداة السامية والتمييز ضد المهاجرين وأعضاء مجتمع الميم وغيرهم من مختلفي الميول الجنسية.
قال سيفينسكي في وقت سابق من هذا العام عندما تم إطلاق برنامج المنح إن “ما بلغ ذروته في الهولوكوست بدأ بأشكال غير واضحة على ما يبدو من التمييز. فالحقيقة القاسية هي أن المتفرجين يُسهِّلون حدوث التمييز وهذا هو بالضبط ما تحتاجه الكراهية لتنمو.”