عند محاربة العصابات الإجرامية، يواجه مسؤولو تنفيذ القانون في جميع أنحاء العالم مشكلة متشابهة، ألا وهي: مكافحة “الكذبة الكبيرة” التي يمارسها أعضاء العصابات الذين يتلاعبون بالشباب صغار السن.
يقول جاي لانهام، الذي يرأس فرقة عمل إقليمية لمواجهة العصابات الإجرامية في شمال ولاية فرجينيا، “إنهم يقدمون وعودًا بالمال، والحفلات، والخمور، والمخدرات، والجنس، وكيان أسري، ووقت ممتع. وفي الواقع، ينتهي المطاف بالكثير منهم في السجن، أو المستشفى، أو الدعارة، أو الموت”.

كان لانهام من بين خبراء النظام القضائي للأحداث من الولايات المتحدة، وكولومبيا، وهندوراس، وكوستاريكا، والمكسيك، وغواتيمالا، الذين تبادلوا خبراتهم وأساليبهم في منع الشباب من الانضمام إلى العصابات الإجرامية. وقد التقى المسؤولون خلال برنامج استضافته وزارة الخارجية الأميركية واستمر أسبوعًا في أيار/مايو.
وقد انتقل بهم البرنامج إلى مركز احتجاز الأحداث في فيرفاكس، فيرجينيا، خارج العاصمة واشنطن. بعض الشباب الذين يعيشون في هذه الإصلاحية في ولاية فرجينيا موجودون هناك بعد أول مرة يقعون فيها في مشكلة مع القانون. الأمل هو أنها ستكون المرة الأخيرة.
يقول لانهام “إن الهدف الأساسي هو الوصول إلى الأشخاص الذين يجري تجنيدهم قبل الانضمام إلى إحدى العصابات. فمن الأرخص بكثير منع الانضمام إلى عصابة من اعتقال هؤلاء الأفراد ومحاكمتهم.”
أما بالنسبة للشباب الذين ينتهي بهم المطاف في مراكز الاحتجاز، فإن العديد من البرامج الناجحة تُبقيهم في بيئة آمنة وبعيدة عن النزلاء البالغين. يقول كارلوس فرانسيسكو مولينا، وهو مسؤول كبير في مراكز احتجاز الأحداث في حكومته، “لقد صنعنا التاريخ في غواتيمالا”. ويضيف موضحًا، “للمرة الأولى في أميركا الوسطى، لم يعد في مراكز الاعتقال لدينا اكتظاظ بالنزلاء، والآن جميع الأحداث [المسجونين] يتم فصلهم عن النزلاء الأكبر سنًا.”

كما ناقش الخبراء أهمية تدريس المهارات الحياتية أيضًا. تقول أدريانا راميريز كوفر، من إدارة محكمة الأحداث في كوستاريكا، إن أحد البرامج في كوستاريكا يعتمد على نهج “العدالة التصالحية” الذي يهدف إلى إبقاء الشباب “خارج النظام [العقابي] مع إمدادهم بالأدوات التي تسمح لهم بالمضي قدمًا وإعادة الانضمام إلى المجتمع وأن يكون لديهم حياة مختلفة – على المدى الطويل.”
وجزء من النهج الذي تتبعه كوستاريكا يشتمل على أن يجلس المذنبون الشباب مع ضحاياهم، وأن يعترفوا بالمسؤولية عن جرائمهم، وأن يقرّوا بالضرر الذي تسبّبت فيه أفعالهم.

يقول هوسيه دييغو روبلز، وهو مسؤول تشريعي ولائي، من باها كاليفورنيا بالمكسيك، إنه من المفيد مقارنة “تجربة مشتركة وتهديد مشترك” مع نظرائه من الولايات المتحدة وعبر أميركا اللاتينية. ويضيف، “هؤلاء المراهقون متورطون مع العصابات الإجرامية بسبب تأثير زملائهم الأكبر سنا، وعادة ما يكون الأمر مرتبطًا بالمخدرات.”
ولمنع المذنبين الشباب من الانضمام إلى العصابات، قال روبلز إنه يقول لهم، “’ها هي أدواتك لمساعدتك في أن تصبح إنسانا راشدا‘، وعندئذ لن يعودوا مجبرين على ارتكاب الجرائم.”