
المقالة الافتتاحية أدناه، التي اشترك في كتابتها عمر غُباش، مساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي للشؤون الثقافية والدبلوماسية العامة بدولة الإمارات العربية المتحدة، وكريستوفر هودجز، نائب مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الصحافة والدبلوماسية العامة وتنسيق المساعدات في مكتب شؤون الشرق الأدنى بوزارة الخارجية الأميركية، تصف مبادرة جديدة في الحرب على الإنترنت ضد داعش.
نُشرت هذه الافتتاحية باللغة الإنجليزية في صحيفة غالف نيوز (Gulf News) يوم 27 أيار/مايو، وباللغة العربية في صحيفة الاتحاد في اليوم نفسه.
أطاح التحالف العالمي بتنظيم «داعش» في مناطق سيطرته الإقليمية في الشرق الأوسط، ولكن «الخلافة الإلكترونية» لـ«داعش» بدأت تنتشر منذ ذلك الحين. لقد استغل التنظيم – وغيره من المتطرفين – الدين الإسلامي والأزمات السياسية لخدمة أغراضهم الخاصة، ما أدى إلى زعزعة استقرار الدول الهشة، وسبب معاناة لا توصف للعديد من الشعوب.
هذه الأيديولوجية التي تغري آلاف المقاتلين وتشدهم إلى مناطق النزاع، لا تزال تحفز العنف على نطاق عالمي، ولكن بالمقابل فإن إنفاذ القانون يحبط العديد من الهجمات، ولكي نتمكن من هزيمة أيديولوجية «داعش»، فإنه يجب أن نقدم قصصًا مقنعة عن التسامح وقبول الآخر والازدهار الاقتصادي تتصدى لاستغلال المتطرفين للدين والسياسة.
أنشأت الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة مركز صواب في العام 2015، حيث يقوم المركز بنشر رسائل يومية على فيسبوك وتويتر وإنستغرام ويوتيوب باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية لفضح الدعاية المتطرفة التي يمارسها تنظيم «داعش» والنهوض بعمل التحالف العالمي.
ويعكس المركز الشراكة القوية بين البلدين في المعركة ضد التطرف العنيف، لا سيما أنها باتت حاجة ملحة أكثر من أي وقت مضى، وتطغى مشاعر السلام والتسامح على غالبية هذه الرسائل، ولكنها لا تظهر بقوة في خضم الروايات المتطرفة التي تعج بها زوايا الإنترنت ووسائل الإعلام.
هذا النمو السريع في النشاط الإرهابي في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى يثير قلقا خاصًا، حيث تتسبب الجماعات المتطرفة العنيفة مثل بوكو حرام و«داعش» في غرب أفريقيا بإلحاق ضرر جسيم بالغالبية العظمى من الناس الملتزمين بالسلام والتسامح. وقد قتلت هذه الجماعات، وفقا للأمم المتحدة، خلال عقد من الزمان، ما يزيد على 36 ألف شخص وشردت مليوني شخص من ديارهم. كما أنها تستهدف في العديد من الدول الأفريقية، العاملين في المجال الإنساني، وتعرقل الجهود الرامية إلى وقف انتشار جائحة «كوفيد- 19».
هذه الهجمات الإرهابية في أفريقيا تستمد قوتها من دعاية «داعش»، ففي كل أسبوع، يروج منشور «داعش» الدعائي «النبأ» للحصيلة الدموية لعمليات «داعش»، في محاولة يائسة للبقاء في الواجهة وتحفيز الهجمات العنيفة في جميع أنحاء العالم.
وللمساعدة في توصيل الأصوات المحلية المناهضة للنشاط الإرهابي في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، أطلق مركز «صواب» حملة رسائل لمدة خمسة أيام في 7 آذار/مارس باستخدام وسم #أفريقيا_ضد_التطرف. وقد سلطت الحملة الضوء على قصص ملهمة عن مكافحة التطرف، بما في ذلك مقتطفات من أفلام وثائقية وأفلام تصور مكافحة التطرف، مع التشديد على الدور الإيجابي الذي يمكن أن يؤديه الشباب الأفريقي في تحديد مستقبل بلادهم.
.@SawabCenterEN, a collaboration between UAE’s @MoFAICUAE and the State Department, has been combatting extremist propaganda and disinformation since 2015. #AfricaAgainstExtremism is a new initiative to promote hope, tolerance, and the resilience of Africans against extremism. https://t.co/8Ilg3uooOZ
— Department of State (@StateDept) March 10, 2021
أعلاه، تغريدتان، الأولى لوزارة الخارجية الأميركية تقول فيها: ’مركز صواب، وهو تعاون مشترك بين وزارة الخارجية والتعاون الدولي بالإمارات العربية المتحدة ووزارة الخارجية الأميركية، يكافح الدعاية المتطرفة والمعلومات المضللة منذ العام 2015. مبادرة #أفريقيا_ضد_التطرف هي مبادرة جديدة لتعزيز الأمل والتسامح وصمود الأفارقة ضد التطرف.‘ والتغريدة الثانية لمركز صواب تقول ’تابعوا أحدث حملة لمركز صواب من خلال هاشتاغ #أفريقيا_ضد_التطرف في الفترة من 7 إلى 12 آذار/مارس. طالعوا قصصًا عن وحشية الإرهابيين وأيضًا عن صمود المواطنين الذين يقاومون التطرف.‘
وتعكس حملة «صواب» في أفريقيا، ورسائل التسامح والتعايش السلمي التي أطلقتها، القيم الراسخة التي تتقاسمها الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة والتي تتعارض مع الأجندة «الجهادية» المسلحة.
لقد حولت «داعش» الموصل في العراق إلى أنقاض، لكن دولة الإمارات كانت في طليعة من شجعوا على إعادة الإعمار والحفاظ على الثقافة هناك، من مسجد النوري إلى كنيستي الطاهرة والساعة.
وتأتي زيارة قداسة البابا فرنسيس إلى العراق في أوائل آذار/مارس امتدادا للزيارة التي قام بها إلى أبوظبي في العام 2019، حيث وقّع وثيقة الأخوة الإنسانية مع فضيلة الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف. كما أن بيت «العائلة الإبراهيمية»، الذي يجري بناؤه الآن في أبوظبي، سيضم مسجدا وكنيسة وكنيسا في موقع واحد. وتكتمل هذه المبادرة بالإنجاز التاريخي الذي تم من خلال توقيع الاتفاق الإبراهيمي للسلام بين دولة الإمارات ودولة إسرائيل.
إن الرسائل عبر الإنترنت ليست سوى جزء واحد من مجموعة الأدوات المستخدمة في مكافحة التطرف العنيف، ولكن من الضروري الاستمرار في التصدي للمساحات الإلكترونية التي يحاول المتطرفون استغلالها، من خلال الشراكات الدولية والعمليات المشتركة وتبادل المعلومات والحملات التثقيفية.
وتقوم دولة الإمارات والولايات المتحدة وشركاء آخرون متشابهون في التفكير بمكافحة الدعاية الإرهابية، ومنع الشباب من التحول إلى التطرف، وتزويد المجتمعات بالأدوات اللازمة لمكافحة التطرف. وهذا النهج متعدد الأطراف ومتعدد الأبعاد كان محوريا في إعاقة الحركات المتطرفة ووقف أعمال الإرهاب التي تزعزع استقرار مجتمعاتنا وتهدد أمن شعوبنا ورفاهها.
إن الجهد المبذول لبلورة تضامن عالمي وتوافق في الآراء ضد أجندة «داعش» البغيضة ما زال مستمرا. انضم إلينا وكن أحد متابعي مركز «صواب» حيث يزيد عدد متابعيه عن 8.2 مليون، فمساهمتك يمكن أن تحدث كل الفرق في كفاحنا المشترك ضد التطرف.