اليوم العالمي للمياه: 22 آذار/مارس 2015
“وخلقنا من الماء كلّ شيء حي”. من هذه الآية القرآنية الخالدة، يدرك الإنسان أن بقاء الجنس البشري كله رهن بديمومة الماء على سطح كرتنا الأرضية. ولا غرو، والحالة هذه، أن تتكاثر الدعوات إلى الاقتصاد في استهلاك المياه وإعادة تدويرها للاستخدام في شتّى نواحي المعيشة البشرية.
أهمية المحافظة على مياه الينابيع
منذ مئات الآلاف من السنين والينابيع تزوّد الإنسان والحيوان والنبات بالماء العذب. ومع تطوّر العمران البشري، بنى السكان في جميع القارات السبع مجتمعات حول منابع المياه لأنها مورد حيوي ووفير وضروري لاستمرار الحياة، ولا يخضع في الأغلب الأعم لتقلبات المناخ.

وطبقًا لما تقوله مؤسسة المحافظة على الينابيع Springs Stewardship Institute)) وهي مبادرة خاصة لمتحف شمال ولاية أريزونا في مدينة فلاغستاف، فإن الينابيع تمدّ بالحياة أكثر من 20% من الحيوانات والفطريات المهدّدة بالانقراض في الولايات المتحدة، مما يجعلها واحدة من أهمّ الأنظمة البيئية والأحيائية على وجه الأرض. إذ إنها ترفد البيئة المحيطة بها بتنوع أحيائي بالغ الأهمية فيما تدعم العديد من الحيوانات والنباتات النادرة والمهدّدة بالانقراض.
لكن تلك الينابيع تتعرّض لخطر النضوب حسبما تنذر المؤسسة وتدق ناقوس الخطر بسبب قيام الشركات التجارية بسحب المياه الجوفية لتعبئة أعداد لا تحصى من القوارير والزجاجات بالماء وبيعها في الأسواق. فهذه الشركات تسحب المياه التي كانت ستُصبّ في الينابيع، الأمر الذي سيفضي إلى نضوبها، وبالتالي يقضي قضاءً مبرمًا على العديد من الأنظمة البيئية والحياة الفطرية.
ولمواجهة هذا الخطر، بادرت المؤسسة إلى اتخاذ خطوتين لإنقاذ الينابيع، أولاهما إعداد قاعدة بيانات شاملة حول آلاف الينابيع المنتشرة في مختلف أرجاء الولايات المتحدة، وتوزيعها على ذوي الاختصاص من باحثين وجيولوجيين ومدراء في أميركا وأنحاء العالم.
أما الخطوة الثانية، فهي ترشيد إدارة الموارد المائية عن طريق توفير الأدوات اللازمة لذلك. كما أنشأت المؤسسة أيضًا موقعًا إلكترونيًا للمبادرة ، وتعقد ورش عمل شبه دورية تركز حاليًا على عمليات حصر أعداد الينابيع وتقييم أحوالها.

المنسق العام لمؤسسة المحافظة على الينابيع هو الدكتور لاري ستيفنز، خبير شؤون البيئة، وله أبحاث عديدة في مجال الحفاظ على البيئة، وحماية الكائنات المهدّدة بالانقراض.
تجدر الإشارة إلى أن الينابيع تمد جميع الأنهر الكبرى في العالم بالقدر الأكبر من مياهها، وتمكّنها من القيام بدور حاسم الأهمية في تسهيل معيشة وتنقلات السكان الذين يعيشون حولها وتشكّل حواجز طبيعية تحمي السكان من عوادي تقلّبات المناخ.
وبمناسبة اليوم العالمي للمياه الذي يصادف 22 آذار/مارس، شدّدت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية على أهمية التلازم بين وفرة المياه والتنمية المستدامة. وأوضحت أنها تنفّذ استراتيجية في أنحاء العالم تتوخّى ثلاثة أهداف:
- · زيادة الطاقة المائية في مجالي الزراعة والصناعة لدعم الإنتاجية وفي ذات الوقت المحافظة على هذا المورد الثمين.
- · تحسين إدارة الموارد المائية ودفع عجلة الحكم الرشيد.
- · تحسين سبل الوصول إلى موارد المياه والصرف الصحي لتمكين السكان من مواصلة النظافة البدنية ومكافحة الأمراض والأوبئة، خاصة في المجتمعات المعرّضة للخطر.

وأشارت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية إلى مساهماتها العديدة في مختلف أنحاء العالم، من بينها توفير المياه النقيّة في مدينة “واو” بجنوب السودان حينما تفشّى وباء الكوليرا هناك في 2006، والمساعدة التقنية التي تقدّمها الوكالة إلى الحكومة الأردنية في مجال إدارة الموارد المائية لسدّ احتياجات أعداد تصل إلى 1500 لاجئ سوري يصلون إلى الأراضي الأردنية كلّ يوم.
مزيد من المعلومات على الصفحة المخصصة للمعلومات المتعلقة بالمياه على موقع مبادرة الشراكة الأميركية في المياه، وهي حصاد تعاون بين وزارة الخارجية الأميركية وشركة “غوغل.”