إنها بلا ريب الطائرة الأكثر تميّزًا في العالم: طائرة عملاقة تلمع بلونيها الأزرق والأبيض، وتستحقّ بكلّ جدارة لقبها باللغة الإنجليزية: “اير فورس ون”.
إنها أيقونة أميركية، معروفة تمامًا كتمثال الحرية أو غراند كانيون (المنخفض الكبير) – إنها الطائرة التي سيستقلها الرئيس أوباما في رحلته الثانية إلى الهند في 24 كانون الثاني/يناير الجاري.

لطالما استخدم الرؤساء الأميركيون طائرتين صنوين من طراز بوينغ 747-/B200. تعود الطائرة الثانية إلى التحليق خلال المهمات الرئاسية، وتهبط عادة في مطار مجاور كي لا تُسبّب إرباكًا للمتفرجين الذين يتجمعون لاستقبال الرئيس.
الاسم والطائرة
سُميت الطائرة الرئاسية للمرة الأولى باسم “اير فورس ون” في الخمسينيات من القرن العشرين، بعد أن اختلط الأمر على المراقبين الجويين لفترة وجيزة بين طائرة لوكهيد كونستاليشن التي كان يستقلّها الرئيس دوايت ايزنهاور وطائرة تجارية. وفي الواقع، فإن أي طائرة عسكرية يستقلّها الرئيس تسمى طائرة اير فورس ون؛ إلا أن طائرة الجامبو اللامعة هي التي استحوذت على مخيلة عاصمة السينما هوليوود.

وللعلم، ليست هناك كوة للنجاة أو منحدر للهبوط بالمظلة. ولكن جلد الطائرة المصنوع من الألمنيوم مقوّى لتحمّل النبضات الكهرومغناطيسية الصادرة عن انفجار نووي، كما أن معدات الاتصالات الآمنة للطائرة تتيح لها أن تعمل بمثابة مركز قيادة متجول في حال هوجمت الولايات المتحدة. وهذه الطائرة قادرة على التزوّد بالوقود في الجو، على الرغم من أن ذلك لم يحدث أبدًا، وفقا للعقيد المتقاعد مارك تيلمان، القائد السابق لطائرة اير فورس ون لفترة طويلة.
يبلغ طول طائرة الجامبو هذه 70 مترًا، وتبلغ المسافة بين جناحيها 59 مترًا وترتفع دفة القيادة في ذيلها إلى مستوى ستة طوابق. وهي تتضمن حوالي 386 كيلومترًا من الكابلات والأسلاك، أي ضعف ما تجهز به الطائرة التجارية النفاثة 747.
جناح إقامة الرئيس
يحتل جناح الرئيس مكانًا في مقدمة طائرة الرئاسة، وهو مزود بأريكتين تتحولان إلى سريرين مزدوجين مع غرفة ملابس منفصلة ومرحاض وحمّام للاغتسال وقوفًا ومكتب واسع. والطائرة الرئاسية مجهزة بمرفق طبي مع طاولة عمليات يمكن فتحها وخزانة مليئة بالأدوية. تضم الطائرة أيضًا غرفة اجتماعات إضافية، وحجرات لجلوس الموظفين والضيوف وأفراد الاستخبارات السرية ووسائل الإعلام. كما يوجد فيها 6 مراحيض ومطبخان. تنقل الطائرة عددًا يصل إلى 76 راكبًا، الذين يمكنهم مشاهدة الأفلام السينمائية وإجراء مكالمات هاتفية أو استخدام الإنترنت من مقاعدهم.

ويقول الصحفيون الذين يسافرون بصورة متكررة على متن الطائرة إن الطعام جيد، ولكن ليس فاخرًا. ومردّ ذلك أن رئيس طهاة البيت الأبيض لا يُسافر مع الرئيس. ولكن الصحفيين يؤكدون أن خدمة المضيفات والمضيفين في هذه الطائرة رائعة.
عندما يسافر الرئيس أوباما، تنقل طائرات شحن تابعة لطائرة الرئاسة سيارات ليموزين رئاسية وشاحنات صغيرة لأفراد الاستخبارات، وإذا لزم الأمر، طائرة مروحية رئاسية “مارين ون” (تابعة لسلاح مشاة البحرية) بعد تفكيكها في وقت أبكر لاستقبال الرئيس لدى وصوله.

قال تيلمان، وهو قائد سابق لطائرة الرئاسة، إن قيادة هذه الطائرة كان دائمًا بالنسبة له أمرًا مثيرًا. وأضاف: “إنه شعور هائل. موكب السيارات يتقدم، ثم يخرج رئيس الولايات المتحدة ويصعد سلّم الطائرة، وبعد ذلك تصبح حمايته من مسؤولية ربّان الطائرة العملاقة.”
اقتُبس هذا النص من مقال للكاتب المستقل كريس كونيل.