بدأ هذا المنظر الطبيعي الهش الموجود في فلوريدا يتعافى من الأذى الذي لحق به على مدى عقود من الزمن بفعل الأضرار التي تسببها شركات التطوير المعماري والإنشاءات والشركات الزراعية. أما الآن، فقد أصبح متنزه افرغلايدز القومي، المطل على خليج المكسيك، مهددًا بسبب ارتفاع منسوب مياه البحر نتيجة تغير المناخ.

تم بموجب خطة حماية مدتها 30 سنة إعادة بناء أعداد طيور لقالق أبو منجل في منتزه افرغلايدز (© AP Images)

وقد زار الرئيس أوباما متنزه افرغلايدز في يوم الأرض العام 2015، وذلك من أجل تعزيز الإجراءات

اللازمة لحماية المناظر الطبيعية والناس على حدٍ سواء من عواقب تغير المناخ التي أمست تسبب ارتفاع مستوى المياه في المحيطات، والعواصف الشديدة وأمواج المد العاتية، وموجات الجفاف، وكل  هذه الكوارث الطبيعية ما هي سوى البداية.

يشير المنتقدون لسياسة تغير المناخ في ردودهم بشأنها بأن التقليل من استخدام الوقود الكربوني سوف يفضي إلى التضحية بفرص العمل والإنتاجية الاقتصادية. إلا أن الرئيس أوباما أعرب عن أنه على العكس من ذلك، فإن المساحات الطبيعية كتلك البرية شبه الاستوائية التي تعج بالحياة البرية الواقعة في وسط محمية افرغلايدز، من شأنها أن تبني فرصًا اقتصادية جديدة.

وذكر الرئيس أوباما أنه “في العام 2014، قام حوالى 300 إنسان بزيارة متنزهاتنا القومية وأنفقوا حوالى 16 بليون دولار فيها، فدعموا بذلك 277 ألف وظيفة. ولذا، فإن حماية منتزهاتنا القومية تشكل عملاً ذكيًا ينبغي علينا متابعته من أجل مصلحة اقتصادنا.”

البرية شبه الاستوائية في منتزه ايفرغليدز فريدة من نوعها في العالم (National Park Service)

اتخذت حكومة الرئيس أوباما إجراءات عاجلة بشأن تغير المناخ، ويعوّل كبار المسؤولين على مؤتمر المناخ للأمم المتحدة المزمع عقده في باريس في نهاية هذا العام. سوف يحاول المفاوضون العالميون التوصل إلى اتفاق ملزم بشأن خفض انبعاثات الكربون المسببة لتغير المناخ.

كانت الولايات المتحدة تتبّع المسار المؤدي إلى هذا الهدف، مسترشدة في ذلك بخطة عمل المناخ التي وضعها الرئيس أوباما العام 2013. وتهدف الخطة إلى تحقيق انتقال البلاد إلى اقتصاد الطاقة النظيفة، وهو ما أفضى بالفعل إلى تخفيض كبير في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري عن مستويات العام 2005.

وقد جعل الرئيس أوباما من عملية الاستجابة للجهود الرامية للحد من تغير المناخ قضية ذات أهمية حاسمة خلال ما تبقى من فترة ولايته الرئاسية. وقد أمر المسؤولين في جميع الهيئات والوكالات التابعة للحكومة الفدرالية، بالتخطيط والـتأهب لمواجهة ما يطرأ في هذا المجال.