ماذا يعني الاستخدام المتعاظم للطاقة الخضراء بالنسبة للعاملين في قطاعات الطاقة الأكثر تقليدية؟ من الممكن لإحدى مبادرات كولورادو أن تحمل الجواب: أن يتواجد العمّال حيث تكون الوظائف متوفرة.
اطلّع على النتائج التي توصّل إليها الأستاذ في جامعة ميشيغان التكنولوجية جوشوا بيرس وزملاؤه: هناك حوالى 209 آلاف عامل في مجال الطاقة الشمسية في الولايات المتحدة، مقارنة مع نحو 150 ألف وظيفة متبقية في صناعة الفحم.
وبالتالي، فإن خطة كولورادو هي: تدريب عمّال الفحم العاطلين عن العمل على تركيب الألواح الشمسية.
كتب بيرس في مجلة هارفارد بيزنس ريفيو يقول إن “نتائجنا تظهر أن هناك مجموعة واسعة من فرص العمل المتوفرة في صناعة الطاقة الشمسية، وأن الأجر السنوي جذاب لجميع مراحل التعليم.”

رفع المستوى إلى تكنولوجيا الطاقة النظيفة
ظل الفحم يشكل الوقود المفضل على مدى أكثر من قرن من الزمن، إلا أن الطلب انخفض مع تحول شركات الكهرباء إلى مصادر أنظف. وبات التوسّع في اعتماد الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والتكنولوجيات الخضراء الأخرى، يفتح فرصًا جديدة أمام العمّال المسرّحين من وظائفهم.
وفي حين أن بعض المراكز في صناعة الطاقة الشمسية تتطلب شهادة جامعية في هندسة الطاقة المتجدّدة، يمكن لعمّال مناجم الفحم التأهل لوظائف أخرى من خلال متابعة دورة إعادة تدريب لبضعة أسابيع فقط. وفي هذا المجال، يمكن لمبادرات الولايات والمبادرات المحلية والوطنية أن تساعد.
ولاية كولورادو، على سبيل المثال، أعطت شركة الطاقة الشمسية الدولية (Solar Energy International) منحة مساوية للمبلغ الذي استثمرته الشركة قيمتها 400 ألف دولار كجزء من برنامجها لإعادة تدريب العمال السابقين في صناعة الفحم أو النفط أو الغاز، على تركيب الألواح الشمسية.
قال المتحدث باسم شركة الطاقة الشمسية الدولية (Solar Energy International) كريس توريك لوكالة اسوشيتد بريس إن الشركة وظفت عمّال مناجم الفحم بسبب خبرتهم في الهندسة الميكانيكية والكهربائية- مهارات يمكن نقلها بسهولة إلى صناعة الطاقة الشمسية.
وأشار توريك إلى أن “الناس باتوا أكثر وأكثر انفتاحًا عليها لأنهم بدأوا يدركون أنها مجرّد جزء آخر من قطاع الطاقة”.

مصادر الطاقة المتجدّدة تنمو نموًا سريعًا
الطاقة الشمسية هي المصدر الأميركي للكهرباء الأسرع نموّا، استنادًا إلى التقرير السنوي لمعهد البترول الأميركي. ومن المتوقع أن تتضاعف فرص العمل في هذا القطاع في غضون خمس سنوات.
ومع اعتماد المزيد من طاقة الرياح، سوف تكون هناك حاجة إلى المزيد من العمال في هذه الصناعة أيضًا. كانت هناك 80 ألف وظيفة متوفرة في صناعة طاقة الرياح في العام 2012، وهذه الصناعة تنمو في كل ولاية من الولايات الأميركية.
الاتجاه واضح. فشركات النفط الكبرى مثل بي. بي، وإكسون موبيل، وكونوكو فيليبس وتوتال تستثمر في منشآت طاقة الرياح والطاقة الشمسية، وتغذي سوق عمل الطاقة المتجددة.

وهذا الاتجاه لا يقتصر على الولايات المتحدة. إذ شهد العام 2015 في أفريقيا- ولا سيما جنوب أفريقيا- وفي الشرق الأوسط، زيادة الاستثمارات في مجال الطاقة المتجدّدة، وكذلك فعلت أميركا اللاتينية والهند. ووسّعت الولايات المتحدة والصين استثماراتهما القوية أصلاً.
قال الرئيس أوباما في خطابه الأسبوعي الأخير، إننا ضاعفنا طاقة الرياح ثلاث مرات. وضاعفنا الطاقة الشمسية أكثر من ثلاثين مرة. وفي أجزاء من أميركا، باتت أخيراً هذه المصادر للطاقة النظيفة أرخص ثمنًا من الطاقة التقليدية الأكثر قذارة. وتلوّث الكربون من قطاع الطاقة لدينا هو عند أدنى مستوى له خلال 25 عامًا، وحتى في الحين الذي نعمل فيه باستمرار لتنمية اقتصادنا.”