
في مبادرة فريدة من نوعها، تتعاون وزارة الخارجية الأميركية مع فنادق هيلتون لاستحداث برامج تدريب داخلي مدفوع الأجر قد تؤدي إلى توظيف طويل الأجل للطلاب من جنوب أفريقيا.
سيختار البرنامج، الذي يبدأ العمل به في العام المقبل، حوالى 20 متدربًا من بين الطلاب العائدين إلى جنوب أفريقيا بعد الدراسة في الولايات المتحدة لمدة تصل إلى عام في إطار برنامج ’مبادرة كليات المجتمع‘ التابع لوزارة الخارجية. وتوفر المبادرة للمشاركين من 12 دولة، بما في ذلك جنوب أفريقيا، برنامجًا أكاديميًا لمدة عام واحد بدون درجة علمية في إحدى كليات المجتمع بالولايات المتحدة.
وهذه الشراكة الجديدة ستساعد الطلاب من المجتمعات المحرومة التي لا تحظى بخدمات كافية من خلال منحهم تدريبًا داخليًا في فنادق هيلتون، التي صنفتها مجلة فورتشن مؤخرا باعتبارها أحد أفضل أماكن العمل في العالم.
جدير بالذكر أن أكثر من 46 في المئة من الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عامًا في جنوب أفريقيا عاطلون عن العمل. ومن جهتها، تعمل حكومة جنوب أفريقيا على إصلاح نظام التعليم العالي للتركيز أكثر على التدريب المهني وقطاع كليات المجتمع.
سيتم اختيار أول المتدربين في فنادق هيلتون في جنوب أفريقيا من الخريجين الجدد لبرنامج ’مبادرة كليات المجتمع‘. ويقدم البرنامج التدريب في مجال السياحة وإدارة الضيافة، وكذلك في مجالات أخرى بما فيها الزراعة والهندسة والسلامة العامة والتعليم في مرحلة الطفولة المبكرة.
قالت هيلين ليبون، مديرة إقليمية لقطاع الموارد البشرية في هيلتون، “بصفتنا شركة ضيافة رائدة وصاحب عمل لمئات الآلاف من أعضاء الفريق في جميع أنحاء العالم، فإننا ندرك الدور الذي يمكن أن نلعبه في المساعدة في خلق فرص أفضل للشباب للانخراط في بيئة العمل.” وأضافت أن “برنامج ’مبادرة كليات المجتمع‘ يوفر فرصة لنا لمواصلة دعم وتطوير المواهب الشابة هنا في جنوب أفريقيا، ونحن نتطلع كثيرا إلى الترحيب بالمجموعة الأولى من المتدربين في البرنامج في فنادقنا في جميع أنحاء البلاد في الأشهر المقبلة.”
تخطط هيلتون لتوسيع البرنامج ليشمل أجزاء أخرى من أفريقيا. وتسعى الشراكة بين القطاعين العام والخاص إلى توفير جسر للتوظيف الطويل الأمد لخريجي برنامج ’مبادرة كليات المجتمع‘ في بلدانهم الأصلية.
وهذا النموذج الأميركي الفريد لتطوير القوى العاملة يتناقض بشكل صارخ مع نماذج الاستثمار في بعض البلدان الأخرى، والتي تستخدم موظفين من غير أهل البلاد، وتترك البلدان المضيفة مثقلة بالديون. لكن الولايات المتحدة، أكبر مانح للمساعدات الأجنبية في العالم، تعمل مع البلدان والمجتمعات المحلية لإقامة شراكات طويلة الأجل بدلا من علاقات محكومة بالديون.