لويس، شاب من هندوراس، نشأ وترعرع مع جديه الحبيبين. لكنه بدأ يفقد طريقه عندما انتقل إلى بلدة تيغوسيغالبا في سن الثانية عشرة ليعيش مع أمه وزوجها وشقيقيه من الأم.
كان التغيير الجديد الذي حدث في نمط حياته صعبًا. وكان كثيرًا ما يرفع صوته عاليًا مع والدته ويرفض الاستماع إلى زوج والدته.
وقد أخذت مرحلة المراهقة التي كان يمكن أن تكون طبيعية في مكان آخر، منحى مظلمًا في الحي الجديد الذي انتقل إليه لويس، حيث كانت العصابات تتعارك مع بعضها البعض للسيطرة على أماكن معينة. قال لويس، “كل العصابات تتعارك، وهناك عنف وموت، وإطلاق نار، ومخدرات.”
فقد جرب كل أنواع المخدرات، وسلك سلوكًا طائشا في المدرسة، كما كان يتغيب أحيانا عن الدراسة، ويتسكع مع أصدقاء السوء.
وعندما بلغت معاناة والدته، غلوريا، منتهاها، وجدت في يوم من الأيام الحل لإنهاء مشاكل أسرتها: إنه برنامج “هدف أكبر” (Proponte Más) الذي ترعاه وتموله الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، ويقدم المشورة للأسر والعائلات من أجل توجيه الشباب وإبعادهم عن حياة العصابات.
في البداية، كان لويس مترددًا. لكن المستشارة، سابينا، ساعدت لويس على تغيير موقفه وسلوكه تدريجيًا. وساعدت في إقناع لويس بالابتعاد عن العصابات والمخدرات، والعودة إلى المدرسة، وتشكيل صداقات جديدة، وتعلم احترام أسرته.
قال لويس، “لقد كانت تلك الأشهر الستة بالنسبة لي مذهلة لأنني تغيّرتُ تمامًا. وأضاف “لقد تعلّمتُ … أن أكون شخصًا أفضل.”
اليوم، يستيقظ لويس في وقت مبكر في بعض الأيام لمساعدة زوج أمه على نقل البضائع والمنتجات الغذائية إلى السوق. وفي الأيام الأخرى، يشتري الذرة اللازم لمشروع أمه الصغير الخاص بعمل فطائر التورتيا، ويحملها في كيس ثقيل على كتفه إلى الحافلة التي تقله إلى منزله.

قال لويس، “إنه لأمر طيب أن تذهب إلى العمل وأنت تعلم أن المال الذي تكسبه هو شيء حصلت عليه من عرق جبينك وليس من القيام بأنشطة غير مشروعة.”

تعلم لويس مهارات وظيفية قيّمة – مثل إصلاح الحواسيب والأجهزة المنزلية – في مركز للتواصل مع الشباب تابع للوكالة الأميركية للتنمية الدولية، كما كان يستمتع بوقته في صالة التدريبات البدنية ويلعب كرة القدم.

يوجد في هندوراس أحد أعلى معدلات جرائم القتل في العالم. قال لويس، “إذا لم أكن قد انضممت إلى برنامج “هدف أكبر” … لربما كنت الآن ميتًا، أو منخرطا في عصابة، أو قاتلًا – أقتل أشخاصًا آخرين.”

لكنه ذكر أن البرنامج ساعده على أن يشعر شعورا أحسن وأفضل تجاه نفسه. قال الشاب النحيل الجسد، “من قبل كنتُ أعتقد أنه ليس لي أهمية. والآن، أعرف أنني ذكي، ويمكنني استكمال أهدافي.”
نسخة أطول من هذه المقالة منشورة على موقع الوكالة الأميركية للتنمية الدولية.