من المقرر أن تنهي المركبة الفضائية كاسيني التابعة لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا) رحلتها الفضائية التي استمرت 20 عامًا في 15 أيلول/سبتمبر بالهبوط في الغلاف الجوي العلوي لكوكب زحل حيث ستحترق كالنيزك.
وبهذه “الخاتمة الكبرى” سوف تنهي هذه المركبة الفضائية غير المأهولة مهمة قطعت خلالها 8 بلايين كيلومتر تضمنت سلسلة من المدارات في الفضاء غير المستكشف بين زحل وحلقاته.
تقول الخبيرة المختصة في وكالة ناسا ليندا سبيلكر، إن المركبة سوف تستخدم آخر قطرة فيها من الوقود في مناوراتها النهائية، والكفاح من أجل إبقاء الهوائي المركب بها موجّه صوب صحن القمر الصناعي الموجود في أستراليا. ومن المقرر أن تقوم المركبة بإرسال البيانات في الوقت الحقيقي تقريبا حيث تندفع بسرعة نحو الغلاف الجوي لكوكب زحل.
وقد خطط العلماء لتدمير السفينة بالكامل للتخلص من أيّة جراثيم أو ميكروبات قد تكون انتقلت على متنها من كوكب الأرض.
تعتبر بعثة كاسيني- وهي مشروع مشترك بين وكالة ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية ووكالة الفضاء الإيطالية- شاهدا على تعاون أوسع، حيث ساعدت 27 دولة على جعلها تتكلل بالنجاح.
وقد أطلقت المركبة كاسيني من كيب كانافيرال، في ولاية فلوريدا، قبل 20 عامًا، في العام 1997. وفي ما يلي قائمة بالإنجازات التي حققتها البعثة:
- مراقبة مدى تعقيد حلقات زحل. وقد توصل العلماء إلى أنّ الميزة الأكثر جمالا في زحل، هي أن نظام الحلقات فيه، تشكلت عن طريق عمليات متعدّدة.
- اكتشاف ستة أقمار جديدة. يبدو القمر المكتشف حديثا كأنه قطعة من الإسفنج، وقمر آخر يشبه “نجمة الموت” في سلسلة أفلام حرب النجوم.
- هبوط على القمر الأول في النظام الشمسي الخارجي. مسبار هويغينز التابع لوكالة الفضاء الأوروبية هبط على قمر زحل العملاق (تيتان)، حيث تم العثور على أنهار وأخاديد منحوتة من الميثان السائل.
- اكتشاف نوافير مياه تنبثق من القمر إنسيلادوس (سادس أكبر قمر تابع لزحل). وهذا الاكتشاف يدل على احتمال وجود محيط تحت قشرة القمر الجليدية الصغيرة.
وقالت سبيلكر: “لقد غيرت المركبة كاسيني الأسلوب أو النموذج للمكان الذي قد ننظر منه إلى الحياة.” فلم يكن أحد يظن أن قمرا يدور حول كوكب قد يكون هو المصدر العظيم لاكتشاف وجود للحياة. ولكن ذلك حدث بفضل كاسيني. يُذكر أن سبيلكر تخطط للعودة في مهمة إلى إنسيلادوس لإجراء بحوث مفصلة عن علامات الحياة.

من جانبه قال إيرل ميز، من وكالة ناسا، “إن نهاية مهمة كاسيني ستكون لحظة مؤثرة،” ولكن يوجد هناك شيء واحد مؤكد: وهو أنها ستظل تحرك قريحة الاكتشاف العلمي لسنوات عديدة قادمة.
من الممكن متابعة البث الحي لوكالة ناسا عن آخر لحظات كاسيني على الإنترنت عبر هذا الموقع.