بالنسبة للعديد من الجنود الروس، فإن الحرب في أوكرانيا هي حرب لا يريدون خوضها.
تظهر تقارير وسائل الإعلام أن بعض القوات ترفض الأوامر أو تنسحب من القواعد العسكرية أو تعبر الحدود إلى أوكرانيا وتتحول إلى صفها.
وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال في عددها الصادر في شهر حزيران/يونيو أنه تم إرسال ألبرت ساخيبغارييف بالقرب من الحدود الأوكرانية في أوائل شهر شباط/فبراير لإجراء “تمارين تدريبية.” تمت مصادرة هواتف الجنود في وحدته وطُلب منهم ارتداء سترات واقية من الرصاص في مهمة مرتقبة.
وعندما علم ساخيبغارييف بغزو أوكرانيا من خلال تقرير على الإنترنت، اختبأ.
وقال ساخيبغارييف “لا أحد منا يريد هذه الحرب”.
بعض الجنود يقولون إنهم تعرضوا للتضليل
وأفاد جنود روس آخرون بأنهم تعرضوا للتضليل بشأن عملياتهم أو تلقوا إمدادات غير كافية للمشاركة في القتال.

قال سيرغي، وهو جندي استخدم اسما مستعارا، في حديث أدلى به لبي بي سي في شهر حزيران/يونيو، “لا أريد الذهاب [مرة أخرى إلى أوكرانيا] لكي أقتل وأتعرض للقتل.”
وكان قد وقع عقدا لمدة عامين للخدمة في الجيش. وتم إرسال سيرغي إلى الحدود الأوكرانية قبل الغزو الشامل في 24 شباط/فبراير في مهمة ما قيل له إنها ستكون للتدريبات العسكرية. ثم في 24 فبراير/شباط دخل هو وآخرون أوكرانيا وشاركوا في القتال.
وقضى خمسة أسابيع في القتال في أوكرانيا قبل عودته إلى بلاده. وقال الجنود الروس انهم يفتقرون الى المعدات الاساسية مثل أجهزة الرؤية الليلية.
وقال “لقد كنا مثل القطط العمياء. أنا مصدوم من جيشنا. تجهيزنا بالمعدات لن يكلف الكثير. لماذا لم يتم ذلك؟”
وعلى الرغم من تأكيد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 7 آذار/مارس أن روسيا لن تستخدم مجندين إلزاميين في هجومها على أوكرانيا، اعترفت وزارة الدفاع الروسية بعد يومين فقط بأن المجندين الإلزاميين كانوا يشاركون في عمليات قتالية. وغالبا ما يكون هؤلاء الجنود غير مدركين لمهامهم وغير مدربين تدريبا كافيا على القتال.
بعض الجنود الروس يقاتلون في صف أوكرانيا
غادر بعض الروس من ذوي الجذور الأوكرانية روسيا للقتال في صف أوكرانيا. لم يرغب إيغور فولوبوييف، المدير التنفيذي السابق في غازبروم بنك، في القتال ضد دولة قضى فيها سنواته الأولى.

قال فولوبوييف، المقيم الآن في كييف، في تصريح أدلى به لصحيفة الغارديان البريطانية “في اللحظة التي اندلعت فيها الحرب، عرفت على الفور أنني أريد الذهاب والدفاع عن أوكرانيا”.
فولوبوييف عضو في فيلق حرية روسيا، وهي وحدة من الجنود الروس السابقين الذين يدعمون أوكرانيا. إنهم جزء من الجيش الأوكراني.
قال “لا يمكنني أن أكون جزءا من هذه الجريمة”.
وأوضح في تصريح لإذاعة أوروبا الحرة/راديو الحرية في شهر حزيران/يونيو أن ضابط جهاز الأمن الفيدرالي الروسي السابق إيليا بوغدانوف جاء لأول مرة إلى أوكرانيا في العام 2014 “للقتال ضد نظام بوتين.” وقال إنه “لا يريد الحرب من أجل الحرب. أريد أن يحل السلام في أوكرانيا.”
ردًا على الانشقاقات في صفوف الجيش، قدم المشرعون في مجلس الدوما اقتراحًا من شأنه أن يسجن المنشقين والأفراد الذين يقاتلون ضد الجيش الروسي أو ينظمون ميليشيا لمدة تصل إلى 20 عاما.