خاطب مارتن لوثر كينغ الابن، في العام 1965، الآلاف من المتظاهرين السلميين الذين تجمعوا في مدينة سلما، بولاية ألاباما، في مسيرة حاشدة من أجل المطالبة بالمساواة في الحقوق للأميركيين الأفارقة. وقد أصبحت قصة ما حدث هناك معروفة جيدا، وأصبحت مدينة سلما نفسها رمزا للحركة الأميركية للحقوق المدنية.
كان لي سنتيل طالبًا جامعيًا في ولاية ألاباما في العام 1965 وقد استمع إلى خطاب كينغ في مسيرة سلما. أما اليوم، فقد أصبح سنتيل يتولى منصب مدير مصلحة السياحة في ولاية ألاباما، ويقود الجهود التي تبذلها 13 ولاية بهدف تقديم قصة الحقوق المدنية الأميركية إلى الشعوب في مختلف أنحاء العالم.

وتتيح هذه المبادرة للناس السير في الدروب نفسها التي سلكها أبطال الحقوق المدنية، حتى يتسنى لهم تجربة النضال الذي خاضوه في سبيل الحقوق المدنية في أميركا دون أن يغادروا شاشات التلفزة لديهم. إذ يستخدم موقع civilrightstrail.com تسجيلات فيديو بنظام 360 درجة، وصور المقارنة التاريخية، والمقابلات والخرائط التفاعلية لتوجيه الزوار إلى المواقع المادية الفعلية في جميع أنحاء جنوب الولايات المتحدة.
وقال سنتيل، “كنا نريد أن نعطي الناس موقعا واحدا حيث يمكنهم الحصول على معلومات حول مواقع المعالم الرئيسية للحقوق المدنية في أميركا”؛ مضيفا أن “النشطاء تغلبوا على التفرقة التي كانت ترعاها الحكومة في هذا البلد وما قاموا به قد ألهم الناس في جميع أنحاء العالم”.

يبدأ اقتفاء أثر المسيرة من موقع الاندماج المدرسي في توبيكا، بولاية كانساس، ويمر بالمسيرات في سلما وبرمنغهام، بولاية ألاباما، متجها صوب المحكمة العليا في واشنطن، حيث تم وضع سوابق قانونية تاريخية، بما في ذلك إنهاء الفصل العنصري في المدارس في قضية براون ضد مجلس التعليم في العام 1954.
وقالت ليز بتنر، رئيسة منظمة ترافل ساوث (TravelSouth USA ) في أميركا، وهي منظمة التسويق الجماعي التي أطلقت المشروع، إن الموقع … يتيح للناس الفرصة لسماع القصص من الأشخاص الذين شاركوا في الحركة. إذ إن سماع قصصهم وفهم تجاربهم يلعب دورا رئيسيا في فهم الحركة وتأثيرها على بقية العالم”.

ويحتوي درب المسار على 110 من المتاحف والمحاكم والكنائس والنصب التذكارية التي كانت محورية في حركة الحقوق المدنية، التي ترتبط بموضوع درب المسار “إذ إن ما حدث هنا غير العالم”. يمكن للناس الاستكشاف حسب الولاية أو القضية ومن خلال جدول زمني.
إنها قصة عالمية
تنبع أصول درب مسار الحقوق المدنية من مشروع خاص بتوثيق معالم الحقوق المدنية الباقية وإيجاد المواقع المحتملة للترشيح في قائمة التراث العالمي. وقد تم من خلال البحوث التي أجراها المؤرخون في جامعة جورجيا الحكومية في أتلانتا اكتشاف 60 موقعا، والقيام بأول جردة لمعالم الحقوق المدنية.

وأوضح غلين إيسكيو، مدير مبادرة التراث العالمي في جامعة جورجيا الحكومية، ان “القصة التي يرويها الدرب قصة عالمية”؛ مضيفا “أنها رسالة مفادها الوقوف ضد الباطل من أجل إصلاح المجتمع للأفضل، وخلق عالم أكثر إنصافا حيث يعامل الناس فيه على قدم المساواة وبشكل عادل باسم حقوق الإنسان”.
هذه المقالة بقلم الكاتبة المستقلة ميف ألسوب.