تعزيز التحول إلى الطاقة النظيفة في جنوب شرق آسيا

رجل يرتدي خوذة وسترة يلتقط صورة لزميل يرتدي مثله وهما واقفان بجوار توربينات رياح كبيرة (© Zul Kifli//AFP/Getty Images)
This picture taken on October 26, 2021 shows officials taking photos of wind turbines belonging to the state power company in Sidrap, in Sidenreng Rappang - the largest wind power plant in Indonesia with 30 wind turbine generators. (Photo by ZUL KIFLI / AFP) (Photo by ZUL KIFLI/AFP via Getty Images)

عندما كان سون نغوين يعيش في الولايات المتحدة، رأى التقدم السريع في تكنولوجيا المركبات الكهربائية وسمع قصصًا من ڤيتنام عن تلوث الهواء.

لذا، بعد عودته إلى وطنه، أطلق شركة دات بايك (Dat Bike) في عام 2019. تبيع الشركة دراجات كهربائية في دانانغ وهانوي ومدينة هو تشي مينْه، وتستكشف إعادة استخدام البطاريات الكهربائية وكيفية تزويد مصنعها بالطاقة الخضراء.

قال نغوين في حديث لموقع ’ڤيتنام إنڤستمنت ريڤيو‘ (Vietnam Investment Review) في عام 2022 إن المركبات الكهربائية هي “الحل الأكثر مباشرة وكفاءة لتحسين جودة الهواء في ڤيتنام وفي بلدان أخرى في جنوب شرق آسيا”.

على مدى العقدين الماضيين، زاد الطلب على الطاقة في جنوب شرق آسيا بمتوسط 3% سنويا، وفقا لتقرير توقعات الطاقة في جنوب شرق آسيا لعام 2022 الصادر عن وكالة الطاقة الدولية.

تعد شركة دات بايك أحد الشركاء العديدين الذين تعمل معهم حكومة الولايات المتحدة لتلبية هذا الطلب المتزايد بسرعة على الطاقة النظيفة. كما تعمل الولايات المتحدة أيضًا مع شركتي تصنيع المركبات الكهربائية ڤين باص (VinBus) و ڤين فاست (VinFast)، بالإضافة إلى أكبر شركة كهرباء في ڤيتنام، لدعم هدف البلاد المتمثل في تحقيق صافي انبعاثات كربونية يساوي الصفر بحلول عام 2050.

سيارات كهربائية يجري شحنها في محطة شحن، مع وجود أشخاص بجانبها (© NamLong Nguyen/Shutterstock.com)
تعمل الوكالة الأميركية للتنمية الدولية مع شركات صناعة السيارات الكهربائية الڤيتنامية، مثل شركة ڤين فاست، لتقليل الانبعاثات. أعلاه، مركبة من شركة ڤين فاست يجري شحنها في كوانغ نينه، ڤيتنام، في عام 2021. (© NamLong Nguyen/Shutterstock.com)

يعد مشروع أمن الطاقة الحضرية في فيتنام التابع للوكالة الأميركية للتنمية الدولية، والذي يساعد فيتنام على نشر المركبات الكهربائية، إحدى الشراكات العديدة للحكومة الأميركية التي تعمل على تخصيص مليارات الدولارات لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة النظيفة في الدول الأعضاء في رابطة دول جنوب شرق آسيا (ASEAN).

ويهدف برنامج الطاقة الذكية (SPP) التابع للوكالة الأميركية للتنمية الدولية في جنوب شرق آسيا، والذي تم إطلاقه في كانون الأول/ديسمبر 2021، إلى تخصيص ملياري دولار لمشاريع الطاقة النظيفة في جميع أنحاء المنطقة. وفي حزيران/يونيو، أصدر البرنامج منحة بقيمة 3 ملايين دولار لمركز الطاقة التابع لرابطة دول جنوب شرق آسيا لزيادة الطاقة المتجددة في أنظمة إمداد الطاقة في المنطقة.

وقال نوكي أغيا أوتاما، المدير التنفيذي لمركز الطاقة، في حزيران/يونيو: “سنسعى جاهدين معًا لزيادة الطاقة النظيفة والموثوقة، وتقليل أوجه القصور، وتحسين جودة الهواء، وتعزيز جهود التخفيف من آثار تغير المناخ”، واصفًا الشراكة بأنها “محورية في تحقيق أهدافنا الإقليمية بحلول عام 2025.”

فيما يلي بعض من الشراكات العديدة التي تعمل على تطوير الطاقة النظيفة في جنوب شرق آسيا:

منطقة ميكونغ

منذ عام 2016، تعمل الحكومة الأميركية مع دول حوض نهر ميكونغ والدول الأعضاء الأخرى في رابطة دول جنوب شرق آسيا لتشجيع استثمارات الطاقة المتجددة. وأدى التعاون إلى تركيب 10 آلاف ميغاوات من الطاقة الجديدة، وهو ما يكفي لتزويد ما يقرب من 8 ملايين منزل بالطاقة.

ساعد تحالف التصنيع المستدام لمنطقة ميكونغ التابع للوكالة الأميركية للتنمية الدولية شركات تصنيع المنسوجات في كمبوديا وتايلاند وڤيتنام على الاستمرار في تحقيق أهداف الإنتاج مع استخدام طاقة أقل. وفي كمبوديا وفيتنام، دعم التحالف تركيب أنظمة الطاقة الشمسية على الأسطح والتي من المتوقع أن تتجنب أو تقلل 68 ألف طن من الانبعاثات الصادرة عن قطاع تصنيع الملابس على مدى السنوات الخمس عشرة المقبلة.

إندونيسيا

رجل يمشي عند الغسق على رصيف مُضاء بأضواء تعمل بالطاقة الشمسية (© Dita Alangkara/AP)
هذا الرصيف في جزيرة كارامبوانغ بإندونيسيا، الذي يظهر في الصورة في كانون الأول/ديسمبر 2022، مُضاء بالكهرباء المولّدة من الطاقة الشمسية. (© Dita Alangkara/AP)

ستدعم منحة أميركية تم الإعلان عنها في شهر أيار/مايو دراسة أجرتها شركة بي تي ميدكو باور إندونيسيا (PT Medco Power Indonesia) لازمة لتطوير محطة لطاقة الرياح في جزيرة سومباوا الإندونيسية. ويعزز المشروع شراكة التحول العادل للطاقة (JETP) التي تقودها إندونيسيا مع الولايات المتحدة واليابان وشركاء آخرين. وتعمل الشراكة على تخصيص 20 مليار دولار لتسريع التنمية الاقتصادية المستدامة في إندونيسيا.

وقد أدى الدعم الذي تقدمه الوكالة الأميركية للتنمية الدولية منذ عام 2015 للقدرات الجديدة لتوليد الطاقة المتجددة في إندونيسيا إلى توفير الطاقة النظيفة لأكثر من 3.3 مليون شخص. وقامت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية أيضًا بتخصيص 1.62 مليار دولار أميركي في استثمارات الطاقة النظيفة في القطاعين العام والخاص، والتي من المتوقع أن تعمل على تحسين إمكانية الوصول إلى الطاقة لأكثر من 5.3 مليون إندونيسي.

وتدعم الولايات المتحدة أيضًا استكمال مشروع رانتاو ديداب للطاقة الحرارية الأرضية ومشروع بايانغ نيالو للطاقة الكهرومائية، وكلاهما في جزيرة سومطرة الإندونيسية. وفي رانتاو ديداب وحدها، تعمل محطة الطاقة المتجددة على تحسين وصول الكهرباء لأكثر من 1.2 مليون شخص.

الفلبين

وفي حزيران/يونيو، أعلنت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية عن تقديم أكثر من 1.16 مليون دولار لدعم تركيب الأسقف الشمسية، ومولدات النانو وغيرها من تقنيات الطاقة المتجددة في الفلبين. وتقول الوكالة الأميركية للتنمية الدولية إن تحسين إمكانية الوصول إلى الطاقة سيساعد المجتمعات النائية في كاغايان وإيزابيلا على الاستعداد للكوارث الطبيعية والتعافي منها.

تعد المنح جزءًا من مشروع أمن الطاقة للفلبين (Energy Secure Philippines) برعاية الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، والذي تم إطلاقه في عام 2021. وفي عام 2022، دعم البرنامج أول مزادات للطاقة المتجددة في الفلبين لتأمين مشاريع لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة النظيفة. وقد منحت وزارة الطاقة الفلبينية 18 عقدًا للطاقة الشمسية وطاقة الرياح وطاقة الكتلة الحيوية والطاقة الكهرومائية، أي ما يعادل حوالي 7٪ من قدرة الطاقة في البلاد.

قال مايكل شيفر، مساعد مدير الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، في 20 حزيران/يونيو، “إن الطاقة هي الأساس لأنظمة مثل الخدمات المصرفية والاتصالات والمنصات الرقمية والصحة والتعليم والنقل، وغيرها من الخدمات الأخرى”. وأضاف: “إننا نتطلع إلى الشراكة مع الفلبين لتوفير إمكانية وصول أكبر للطاقة المستدامة في المجتمعات النائية، وزيادة الازدهار والرخاء للعائلات في جميع أنحاء البلاد”.

رجال يزيلون الحطام والأعمدة الكهربائية المتهاوية من أحد الطرق (© Ted Aljibe/AFP/Getty Images)
تدعم الوكالة الأميركية للتنمية الدولية تطوير الطاقة النظيفة التي ستساعد مقاطعة كاغايان في الفلبين على الاستجابة للكوارث. أعلاه، عمال يزيلون الأنقاض في المقاطعة، شمال مانيلا، بعد إعصار مانغخوت في 15 أيلول/سبتمبر 2018. (© Ted Aljibe/AFP/Getty Images)