أفاد تقرير للأمم المتحدة أن منجم أورينوكو للتنقيب في فنزويلا حافل بانتهاكات حقوق الإنسان، بما في ذلك الاتجار في الجنس والقتل.
وقد أصدرت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشيليت تقريرا في 15 تموز/ يوليو تقريرًا جمع روايات الضحايا والشهود. وقد أوضحت في التقرير بالتفصيل الانتهاكات المرتكبة ضد عمال المناجم والسكان الأصليين في المنطقة. ويتناول التقرير أيضًا عمليات القتل خارج نطاق القضاء التي لا تزال تحدث في جميع أنحاء البلاد في ظل نظام نيكولاس مادورو غير الشرعي والمقربين منه.
وقالت باشيليت في بيان لها “إنه يتحتم على السلطات اتخاذ خطوات فورية لإنهاء العمل والاستغلال الجنسي وعمالة الأطفال والاتجار بالبشر، وتفكيك المنظمات الإجرامية التي تسيطر على أنشطة التنقيب.” وأضافت أنه “ينبغي عليهم أيضًا التحقيق مع المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان والانتهاكات والجرائم ومقاضاتهم ومعاقبتهم”.
تشغل منطقة قوس أورينوكو للتعدين مساحة قدرها 112 ألف كيلومتر مربع في الجزء الأوسط من البلاد وتحتوي على معادن ثمينة مثل الذهب والكوبالت. وتشرف على عمليات التنقيب فيها الجماعات الإجرامية المسلحة التي تحكم عمال المناجم بالإكراه العنيف.
ويبين التقرير كيف يجبر عمال المناجم على قضاء 12 ساعة في اليوم في حفر عميقة تحت الأرض. ويضطرون إلى دفع ما يصل إلى نصف أجورهم للجماعات المسلحة وملاك عمليات التنقيب.
وبعض عمال المناجم لا تتجاوز أعمارهم 9 سنوات.
كما يتعرّض عمال المناجم لاعتداءات وحشية بسبب ما قد يتصوره المسؤولون عن عدم امتثالهم لأي أوامر، من بتر الأطراف حتى الموت. وغالبًا ما تُلقى جثث الضحايا في مناجم مهجورة في مكان قريب دون دفنها بطريقة مناسبة.
وقالت باشيليت: “إنه على الرغم من وجود القوات الأمنية والعسكرية بأعداد كبيرة في المنطقة، والجهود المبذولة للتصدي للنشاط الإجرامي، فقد أخفقت السلطات في التحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان والانتهاكات والجرائم المرتبطة بالتنجيم ومقاضاة مرتكبيها”.
ويفيد التقرير أن عمال المناجم من السكان الأصليين الذين يعيشون بالقرب من مواقع التنقيب معرضون لمستويات خطيرة من الزئبق، الذي يستخدم لتنظيف الذهب. وتقول إن النساء، على وجه الخصوص، أكثر من يتضرر من التسمم بالزئبق.
وأفاد شهود عيان عن ارتفاع مفاجئ في البغاء منذ زيادة عمليات التنقيب في العام 2016. إذ تقع المراهقات والنساء ضحايا لهذه التجارة، وكثيرًا ما يقعن فريسة للاتجار والاستغلال الجنسي.
وقال وزير الخارجية الأميركي مايكل آر بومبيو: “لقد عثرت الأمم المتحدة على مزيد من الأدلة المروّعة على الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان من قبل نظام مادورو غير الشرعي، مستشهدًا بأكثر من 1300 عملية إعدام خارج نطاق القضاء لأسباب سياسية في العام 2020 وحده”.
وقال بومبيو، “إنه يتحتم أن تستمر الضغوط الدولية على مادورو حتى يتمكن الشعب الفنزويلي من استعادة ديمقراطيته.”
