
ذكر تقرير جديد أن الحزب الشيوعي الصيني ينفق بلايين الدولارات سنويًا على جهوده الدعائية والرقابية الأجنبية، بما في ذلك تقديم المنافذ المملوكة للدولة كصحافة مستقلة.
وضّح تقرير “غلوبال ميغافون” في بكين (Beijing’s Global Megaphone )، وهو تقرير جديد صادر عن فريدوم هاوس نُشر في 14 كانون الثاني/يناير، بالتفصيل كيف تستخدم بكين الدعاية والرقابة وأنظمة تقديم المحتوى للسيطرة على الرأي العام العالمي في الخارج.
يذكر أن منظمة فريدوم هاوس (Freedom House)، وهي منظمة مستقلة للرصد تكرّس جهودها لتوسيع نطاق الحرية والديمقراطية في جميع أنحاء العالم، كانت وصفت بكين سابقًا بأنها أسوأ منتهك لحرية الإنترنت في العالم.
وقالت سارة كوك، كبيرة المحللين في مجال الأبحاث، التي أعدت التقرير، “إن هذه الدولة الاستبدادية القوية اقتصاديًا توسّع نفوذها بسرعة على الإنتاج والنشر الإعلامي”.
الحملات الدعائية

وأحد الأساليب الأساسية التي يستخدمها الحزب الشيوعي الصيني لنشر الدعاية التي تحسن صورته هي وسائل الإعلام المملوكة للدولة التي تنشر وتبث برامجها ومحتواها في الخارج وبلغات متعددة، وفقا للتقرير، الذي يقدر أنه في العام 2009 وحده أنفقت الحكومة الصينية 6 بلايين دولار على توسيع نطاق وسائل الإعلام الحكومية.
هذه المنافذ الإعلامية تتظاهر بأنها مصادر إخبارية مستقلة، بينما هي في الحقيقة مجرد وسيلة لبث الدعاية التي تروج للحزب الشيوعي الصيني. هذا ولم تكشف أي من صفحات وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بالمنافذ الإعلامية التي استعرضتها منظمة فريدوم هاوس “حقيقة أنها مملوكة للدولة أو أن الحزب الشيوعي الصيني يسيطر على طاقم التحرير فيها.”
- صحيفة بيبولز ديلي (People’s Daily) تروج لنفسها على أنها “أكبر صحيفة في الصين”، في حين أنها في الحقيقة “الناطق الرسمي للحزب الشيوعي الصيني”.
- وكالة أنباء شينهوا تطلق على نفسها على أنها “أول بوابة للاطلاع على أخبار الصين والعالم الحصرية والحديثة”، ولكنها في الحقيقة “الخدمة الإخبارية الإلكترونية الصينية الرسمية المملوكة للدولة”.
- شبكة تلفزيون الصين العالمية (CGTN) تقول إنها “القناة الإخبارية البارزة في الصين التي تبث برامجها على مدار 24 ساعة”، وفي حقيقة الأمر أنها “الذراع الدولي للتلفزيون المركزي الصيني المملوك للدولة”.
- تشاينا ديلي (China Daily) تروج لنفسها باعتبارها “المؤسسة الإخبارية الرائدة باللغة الإنجليزية في الصين”. ومع ذلك، فهي في الواقع “صحيفة صينية مملوكة للدولة باللغة الإنجليزية”.
- إذاعة الصين الدولية تبث برامجها إلى 14 دولة، وغالبًا ما يتم ذلك عبر شركات وكيلة مملوكة للقطاع الخاص، ولكنها عبارة عن أداة لبث برامج الحزب الشيوعي الصيني التي تمولها الدولة.
Can you spot China's state-sponsored media outlets on your social media feeds, or while browsing the internet? https://t.co/SC4dRgiG0n pic.twitter.com/PF8QHWvIt8
— Freedom House (@freedomhouse) January 16, 2020
أعلاه تغريدة تقول، “هل يمكنك اكتشاف منافذ وسائل الإعلام التي ترعاها الدولة في الصين على وسائل التواصل الاجتماعي التي تصلك تقاريرها بانتظام، أو أثناء تصفح الإنترنت؟”
لقد فرضت بكين رقابة على الأخبار ووسائل التواصل الاجتماعي في الصين منذ عقود، أما الآن، كما يشير التقرير، “فقد بدأ المسؤولون الصينيون يستخدمون النفوذ الاقتصادي لإسكات التقارير أو التعليقات السلبية” في الخارج.
تقديم المحتوي
ومن أجل ضمان السيطرة الصارمة على الوسائط والرسائل، تعمل بكين أيضًا على التحكم في وسائل التوصيل والتقديم، مثل شبكات أدوات التواصل المحمولة ومحطات التلفزيون ومنصات التواصل الاجتماعي.
فمن خلال التحكم في وسائل إيصال المحتوى الذي تقدمه وسائل الإعلام، يفتح الحزب الشيوعي الصيني الباب أمام مستوى جديد تمامًا من التأثير والنفوذ حيث يتم الآن وضع “حراس بوابات موالين للحزب” كي يتسنى التحكم في الأخبار في الخارج، كما يقول التقرير.
وتقول كوك إن هذا التأثير يقوض “الشفافية وسيادة القانون والمنافسة النزيهة”.