تم في حديقة ولاية ميزوري للنباتات في مدينة سانت لويس إقامة حديقة رسمية مسوّرة مستوحاة من التقاليد العثمانية العريقة في فن بناء الحدائق والبستنة.

تضم حديقة باكويل العثمانية نباتات كانت سائدة خلال الفترة الممتدة من القرن السادس عشر وحتى القرن التاسع عشر في البلاد التي باتت اليوم تعرف باسم تركيا.

Decorative blue fountain (Courtesy of Missouri Botanical Garden)
هذه النافورة تم ابتكارها في تركيا. (Courtesy of Missouri Botanical Garden)

فعندما توفي المواطن المقيم في مدينة سانت لويس، إدوارد باكويل، في العام 1993، أوصى لورثته بمبلغ من المال من أجل إنشاء حديقة تحمل اسمه داخل حديقة ولاية ميزوري للنباتات. وتقديرًا منهم لأسطورة العائلة التي تربط باكويل بالعالم العثماني، رأى أبناؤه أن هذه الفكرة تقدم لهم موضوعًا مناسبًا للوفاء بوصية والدهم، كما أنها ستكون مكملة لما هو موجود في الحديقة النباتية من أنواع النباتات.

تقع مدينة سانت لويس، إحدى مدن ولاية ميزوري، على نفس خط العرض تقريبًا الذي تقع عليه مدينة إسطنبول وهو 40 درجة، ما يوفر لهما مناخًا مماثلا. وتضم الحديقة، التي جرى تدشينها في العام 2006، حوالى 9 آلاف شجرة من أشجار الزنبق الهجينة النادرة والتاريخية، وهي واحدة من أكبر العروض العامة في الولايات المتحدة، كما تضم أيضًا الفواكه والورود والأعشاب والنباتات المعمرة الباهية الألوان.

ويوجد بها فناء مغطى بجذع خشبي، أو تشارداك، له سقف من القرميد، وقبة وجداريات زهرية كلاسيكية عريقة. وبه نافورة تم تشييدها على قاعدة حجرية، أو تشِشمِه، تستجذب الزوار لغسل أيديهم فيها. كما يوجد بها ممرات معبّدة بالطوب تحيط بها أشجار العرعر والمزهريات وهي تقود الزائرين إلى بركة المياه المركزية، الحوض.

تعيد الحديقة إلى الأذهان المشاهد والروائح التي كانت مألوفة لدى الناس في الإمبراطورية العثمانية والعالم الإسلامي، حيث أن الحدائق مستلهمة من الوصف القرآني للجنة، حتى في تلك التفاصيل الدقيقة مثل الأشجار والنباتات والمياه الجارية.

Formal garden with fountain in foreground; sundial and entrance gate in background (Courtesy of Missouri Botanical Garden)
الأسلوب الذي جرى به زراعة وتصميم الحديقة جعلها تشبه الحدائق المسورة التي كانت تقام إبان عهد الإمبراطورية العثمانية. (Courtesy of Missouri Botanical Garden)