يسعون لتبريد حرارة أجسامهم باللعب حول نافورة مياه في مدريد، بإسبانيا. اثنتا عشرة دولة في العالم تسجل أرقامًا قياسية في ارتفاع درجات الحرارة حيث كان العام 2015 الأكثر سخونة على الإطلاق كما يظهر تقرير جديد صدر مؤخرا. (© AP Images)

وصف العلماء ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض بأنها حمى تزداد سوءًا، وكانت في أسوأ حالاتها خلال العام الماضي، ما يجعل العام 2015 العام الأكثر حرارة على الإطلاق حسب الأرقام المسجلة.

وتقرير حالة المناخ الذي يطلقون عليه في بعض الأحيان “التقييم السنوي لصحة كوكب الأرض” ( قياسًا على التقييم السنوي الذي يُجرى سنويًا لصحة الإنسان)، أظهر أن القياسات ذات الصلة بالمناخ تجاوزت الأرقام القياسية التي سُجلت قبل عام. وهذا يشمل القياسات المتعلقة بالأراضي، ودرجات حرارة المحيطات، ومستويات سطح البحر، وغازات الدفيئة المسبّبة للاحتباس الحراري، بحسب ما جاء في التقرير الصادر في 2 آب/ أغسطس عن الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي.

وقال رئيس قسم رصد التغيرات المناخية في الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، ديك أرنوت الذي شارك في إعداد التقرير في رسالة بالبريد الإلكتروني لوكالة أسوشيتد برس، “إنني أعتقد أن وقت استدعاء الطبيب قد حان منذ سنوات عديدة. إذ تتقاذفنا أعراض متعددة.”

وقد ساهم العلماء من 62 بلدًا، في إعداد التقرير الذي فحص 50 حالة من الجوانب المختلفة للمناخ، بما في ذلك ذوبان الجليد بدرجة فظيعة في القطب المتجمد الشمالي والأنهار الجليدية في جميع أنحاء العالم. وقد سجلت اثنتا عشرة دولة في العالم أرقامًا قياسية في ارتفاع درجات الحرارة، منها روسيا والصين باعتبار أن العام المنصرم كان الأكثر سخونة فيها. أما جنوب أفريقيا فكانت درجة الحرارة فيها الأكثر حرارة على الإطلاق، حيث كان شهر تشرين الأول/أكتوبر الأكثر حرارة: فقد بلغت درجات الحرارة فيه 48.4 درجة مئوية.

أعلاه: تغريدة للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي تقول، “بلغت درجات الحرارة في البحار والمحيطات في العالم أرقامًا قياسية خلال العام 2015.

وعلى الرغم من أن الأعاصير خلال العام كانت خفيفة وهادئة نسبيًا في منطقة المحيط الأطلسي، لكن ما حدث هو هبوب 36 إعصارًا استوائيًا في جميع أنحاء العالم. وتقول جيسيكا بلندين، العالمة في الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، إن هذا العدد يفوق معدل الأعاصير الاستوائية الكبرى التي تحدث سنويًا بـ15 إعصارًا.

وفي صميم هذه السجلات والأرقام القياسية تقع حقيقة أن الغازات الثلاثة الرئيسية المسبّبة للاحتباس الحراري وهي- ثاني أكسيد الكربون والميثان وأكسيد النيتروز- هي التي سجل ارتفاعها مستويات قياسية خلال العام 2015، بحسب بلندين.

ووصفت كيم كوب عالمة المناخ في مركز جورجيا للتكنولوجيا، التقرير الذي لم تشارك في إعداده، بأنه “وافٍ، وشامل، ودقيق.”

إنه أكثر من مجرّد أرقام على رسم بياني. إذ يقول العلماء إن التغير الذي حدث في المناخ، الذي يشبه تأثير الشاحن التوربيني للهواء، قد أثر على أعداد عدد من فصائل الكائنات الحية مثل حصان البحر والبطريق، ولعب دورًا في تكاثر الطحالب الخطرة، وتسبّب في إطلاق موجات حرارة قاسية في جميع أنحاء العالم، كانت من بينها موجة الحرارة في الهند وباكستان التي تسبّبت في مصرع آلاف الأشخاص. وقد عانت ثلث مساحة اليابسة من الجفاف خلال العام الماضي.

وذكر التقرير أن حوالى 93 في المئة من الطاقة الحرارية المحصورة بفعل غازات الاحتباس الحراري- مثل غاز ثاني أكسيد الكربون الناجم عن إحتراق الفحم والنفط والغاز، تذهب مباشرة إلى المحيطات. كما أن درجات الحرارة في المحيط قد بلغت مستويات قياسية، سواء بالقرب من السطح أو في الأعماق.

وقالت بلندين “إن ذلك يؤثر تأثيرًا مباشرًا على الناس. فهذه حقيقة من حقائق الحياة.”

ولخّص الخبير في الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي غريغوري جونسون، مناخ الأرض في صياغة شعرية مماثلة لأسلوب الشعر الياباني المعروف باسم (haiku)، ونشرت في التقرير، يمكن ترجمتها كما يلي:

“إعصار إلنينيو يتزايد،

وقطعان أسماك المياه الدافئة تندفع شرقًا،

وحمى الأرض ترتفع”.