Men carrying person on stretcher through smoke and rubble (© Amer Almohibany/AFP/Getty Images)
أعضاء منظمة الخوذ البيضاء يقومون بإجلاء ضحية غارة جوية بالقرب من دمشق، سوريا، في شباط/فبراير 2018. (© Amer Almohibany/AFP/Getty Images)

سيحصل د. زاهر سحلول، وميسون المصري على جائزة غاندي للسلام للعام 2020.

أعلنت منظمة ’تعزيز السلام الدائم‘ (Promoting Enduring Peace)، وهي منظمة غير ربحية، عن الفائزين في آذار/مارس. سحلول طبيب ورئيس سابق للجمعية الطبية الأميركية السورية (SAMS)، والمصري متطوعة سابقة في منظمة ’الخوذ البيضاء‘ (White Helmets) (المعروفة أيضًا باسم الدفاع المدني السوري) أنقذت المدنيين العالقين في الحرب الأهلية السورية.

Man talking into microphones (© Ozan Kose/AFP/Getty Images)
الدكتور زاهر سحلول ساعد على توسيع المهام الخارجية للجمعية الطبية السورية الأميركية. (© Ozan Kose/AFP/Getty Images)

وفقا للموقع الإلكتروني للمنظمة المناصرة للسلام، والتي تتخذ من ولاية كونيتيكت مقرًا لها، فإن المنظمة تقدم الجائزة كل عام تقريبًا منذ العام 1960. ويتم تكريم الحاصلين على الجائزة “للمساهمات المقدمة في تعزيز السلام الدولي والنوايا الحسنة.”

زاهر سحلول

عمل سحلول رئيسًا للجمعية الطبية الأميركية السورية (SAMS) – وهي شبكة أميركية من المهنيين العاملين في الحقل الطبي من أصل سوري – من العام 2011 إلى العام 2015. وقالت لبنى حسيري، متحدثة باسم الجمعية، “تحت قيادته، أطلقت الجمعية الطبية الأميركية السورية أول بعثة طبية لها إلى جنوب تركيا في 2011 لتوفير الرعاية للسوريين الضعفاء والمعرضين للمخاطر.”

وأوضحت أن هذه البعثة الأولى “كانت مقدمة للبعثات الطبية من الجمعية الطبية الأميركية السورية إلى تركيا والأردن ولبنان، بمشاركة متطوعين دوليين يعملون في الحقل الطبي ودمج التدريب المهني والخدمات التدخلية/الجراحية.”

وفي العام 2012، استجابت الجمعية للأزمة الإنسانية السورية بإطلاق حملة “إنقاذ الأرواح السورية”، مرة أخرى بقيادة سحلول. وقد ساعدت الحملة الجمعية في إنشاء مكاتب في سوريا وتركيا ولبنان والأردن.

كما قامت الجمعية ببناء وإعادة بناء المستشفيات في سوريا، وتواصل دعم مرافق الرعاية الصحية هناك وفي أماكن أخرى، حتى في الوقت الذي يشكل فيه فيروس كورونا المستجد تهديدًا. وحتى الآن، قدمت الجمعية الطبية الأميركية السورية أكثر من 15.5 مليون خدمة طبية للمحتاجين.

سحلول، الذي حصل على شهادة الطب من دمشق، هو الآن متخصص في أمراض الرئة في شيكاغو، حيث يعالج المرضى المصابين بكوفيد19. كما أنه يشغل منصب رئيس منظمة ميدغلوبال (MedGlobal)، وهي منظمة من المتطوعين العاملين في الحقل الطبي الذين يقدمون رعاية صحية مجانية للاجئين وغيرهم في مناطق الكوارث.

Woman in mask and gloves bottle-feeding newborn (© Syrian American Medical Society (SAMS))
قابلة تُرضع مولودا في مستشفى للولادة في إدلب، سوريا، تدعمه الجمعية الطبية الأميركية السورية. (© Syrian American Medical Society (SAMS))

ميسون المصري

Woman with hand to mouth while listening (© Arindam Shivaani/NurPhoto/Getty Images)
ميسون المصري شاركت في حلقة نقاش مُدار في تورنتو في العام 2018. (© Arindam Shivaani/NurPhoto/Getty Images)

ميسون المصري، من درعا، سوريا، كانت رئيسة القسم النسائي بمنظمة ’الخوذ البيضاء‘ (White Helmets) لفترة طويلة في جنوب سوريا، وهي منظمة أنقذت الآلاف من المدنيين من تحت أنقاض المنازل التي دمرتها الغارات الجوية الحكومية الروسية والسورية.

في العام 2018، تم إجلاء المصري وزوجها – إلى جانب العشرات من المتطوعين في منظمة ’الخوذ البيضاء‘ – إلى كندا بعد تعرضهم لقصف متواصل بلا هوادة. وأفادت صحيفة ’تورونتو ستار‘ أن المصري وزملاءها الذين تم إجلاؤهم يعيدون بناء حياتهم ببطء، لكنهم قلقون بشأن أولئك الذين ما زالوا في خطر.

جدير بالذكر أن منظمة ’الخوذ البيضاء‘ تعمل في المناطق السورية التي تسيطر عليها قوات المعارضة، وقد قامت دمشق وموسكو بمهاجمة المنظمة لتوثيقها جرائم الحرب التي ارتكبها كلا النظامين.

الآن، وبسبب فيروس كورونا المستجد أصبح عمل منظمة ’الخوذ البيضاء‘ أكثر صعوبة. لكن هدنة وقف إطلاق النار الأخيرة أتاحت لمتطوعي المنظمة بدء تطهير مناطق داخل محافظة إدلب السورية على أمل درء الفيروس.

وقد قدمت الحكومة الأميركية أكثر من 33 مليون دولار لمنظمة ’الخوذ البيضاء‘ منذ العام 2013، وأرسلت حكومة الرئيس ترامب 4.5 مليون دولار أخرى إلى المنظمة التطوعية في تشرين الأول/أكتوبر 2019. وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان في العام 2019، “إن هؤلاء المستجيبين الأوائل الأبطال يقومون بأكثر الوظائف خطورة في العالم.”

وقالت وزارة الخارجية “إن الولايات المتحدة تدعم بقوة العمل الذي تقوم به منظمة الخوذ البيضاء. لقد أنقذوا أكثر من 114 ألف شخص منذ بدء الصراع، بمن فيهم ضحايا هجمات [الدكتاتور السوري بشار] الأسد الوحشية بالأسلحة الكيماوية.”

Men carrying an injured child out of rubble (© Anas Alkharboutli/picture alliance/Getty Images)
متطوعو منظمة الخوذ البيضاء يحملون طفلاً مصابًا من تحت أنقاض مبنى بعد غارة جوية في العام 2019. (© Anas Alkharboutli/picture alliance/Getty Images)

من بين الفائزين السابقين بجائزة غاندي للسلام: إليانور روزفلت، وبنيامين سبوك، ودورثي داي، وسيزار شافيز. ويحصل الفائزون على ميدالية منقوشة مصنوعة من “برونز السلام”، وهو نحاس معاد تدويره مصنوع من أنظمة صواريخ نووية عُطّلت فعاليتها.